زايد الزيد: الوقت قد حان أمام الحكومة الجديدة أن تكون أكثر حزماً في التعامل مع تجاوزات وزاراتها وأن تضع أسساً وطرقاً جديدة لتسيير شؤونها
زاوية الكتابكتب زايد الزيد ديسمبر 22, 2019, 9:49 م 659 مشاهدات 0
للأسف الشديد، باتت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمكلفة برعاية الفرائض والمشاعر الدينية ونشر العلم الشرعي في أوساط الناس ورعاية أهله، إحدى أكثر الوزارات الكويتية من ناحية التجاوزات المالية والإدارية، بل إنها الوزارة الأولى في الصراعات بين المديرين والوكلاء والموظفين مما يتسبب بتأخير العمل فيها وعدم حصول الغاية من تأسيسها.
وبإمكان أي متتبع ومهتم أن يضع اسم وزارة الأوقاف وبجانبها كلمة (مخالفات) في محرك البحث العالمي (غوغل)، ليجد أن هذه الوزارة تعج بمئات المخالفات المالية والتجاوزات الإدارية، ابتداء من بعثة الحج وما يحصل فيها من تنفيع لعائلات بعض المتنفذين وأقربائهم في موسم الحج على حساب المال العام، وفق ما يقوله نواب البرلمان، وانتهاء بالهيئة العامة للعناية بالقرآن وطباعته والتي شهدت في احدى السنوات مخالفات مالية وصلت إلى 11 مليون دينار دون أن تطبع مصحفاً واحداً.
ولعل الهيئة المذكورة هي مثال واضح وصريح على العبث الإداري والمالي والمؤسسي الذي تعيشه وزارة الأوقاف، فالمملكة العربية السعودية لديها أكبر مطابع المصحف الشريف، وهي مطبعة الملك فهد للمصحف الشريف والتي تنتج سنوياً 18 مليون نسخة ويصل إنتاجها من المصاحف إلى أدغال أفريقيا وأحراشها، فضلاً عن مساجد الكويت المليئة بهذه النسخ من المصاحف، فما الداعي إذاً لافتتاح هذه الهيئة التي استمر ديوان المحاسبة لسنوات وهو يوجه الملاحظات القاسية إليها؟
أما فيما يتعلق بجوانب التوظيف والإدارة، فإن وزارة الأوقاف يُضرب بها المثل - مع الأسف الشديد - في سوء الإدارة والصراعات الحزبية بداخلها، فهي أكثر الوزارات، بشهادة ديوان المحاسبة، ارتكاباً للمخالفات في التوظيف وهي أكثر الوزارات التي يتظلم موظفوها ضد الحكومة أمام القضاء، بسبب ظلم أو إجحاف في ترقياتهم، وذلك بسبب عدم وجود معيار واضح في الترقيات سوى الولاء المطلق للجماعة هذه أو تلك ما تسبب بخسائر مالية كبيرة للحكومة أمام المحاكم.
ختاماً نقول: إن الوقت قد حان أمام الحكومة الجديدة أن تكون أكثر حزماً في التعامل مع تجاوزات وزاراتها، وأن تضع أسساً وطرقاً جديدة لتسيير شؤونها، لا أن تستسلم للبيروقراطية والفساد الذي يقتل بعض الوزارات والإدارات، والذي أدى إلى ضياع المال العام وتعطل مصالح المواطنين وغرّق الحكومة في سفاسف الأمور وتعطيلها عن التركيز على قضايا أهم تهم البلاد والعباد.
تعليقات