محمد الرويحل: الحكومة ستكون بين مطرقة النواب وسندان الشعب ومنجل مؤسسة الفساد
زاوية الكتابكتب محمد الرويحل ديسمبر 19, 2019, 10:10 م 3435 مشاهدات 0
بعد طول انتظار دام قرابة شهر كامل ولدت حكومة الشيخ صباح الخالد الأولى بتشكيلة لا تختلف كثيراً عن النهج القديم ذاته المرفوض شعبياً وبنصف أعضاء الحكومة المستقيلة، وسيكون عمرها الافتراضي أقل من سنة، الأمر الذي جعل الكثير ممن طرحت أسماؤهم يعتذرون عن تولي الحقيبة الوزارية، لذلك لا يمكن لعاقل الحكم عليها من خلال فترة قصيرة، ويمكن تسميتها بحكومة العاجل من الأمور.
وأعتقد أن هذه الحكومة ستكون بين مطرقة النواب وسندان الشعب ومنجل مؤسسة الفساد، فالنواب سيتكسبون انتخابياً على حسابها لكونهم مقبلين على نهاية دورتهم وانتخابات جديدة، في حين يطالبهم الشعب بتفعيل القوانين وتعديل القانون الانتخابي، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات، وسن تشريعات تكبح جماح الفساد، بل بناء قاعدة قوية تستند إليها في المرحلة القادمة، أما مؤسسة الفساد فستضغط باتجاه ديمومة فسادها والاستفادة منه.
ومما لا شك فيه أن سمو الرئيس في موقف لا يحسد عليه، فمنذ صدور الأمر السامي تكليفه بتشكيل حكومته، والجميع يمارسون ضغوطهم عليه، ولأنه قبل بذلك فعليه أن يتحمل مسؤولياته الوطنية دون الاكتراث لأحد سوى الكويت ومصلحتها، والبدء بتثبيت قواعد قوية ومتينة تقيه رياح الفساد وأصحاب المصالح في المرحلة المقبلة، حيث إن هذه المرحلة ولقصر زمنها تستوجب عليه البناء القوي الذي سيكون حماية له في الحكومات القادمة.
يعني بالعربي المشرمح:
سمو الرئيس أنت والشعب ينطبق عليكما المثل القائل "تشكي لي أبكي لك" الأمر الذي نعتقد أنه ومن المناسب في هذه المرحلة الزمنية القصيرة أن تبدأ ببناء قواعد قوية ومتينة غير قابلة لأي هزة تسقطها أو زلزال يدمرها، فلا تنشغل بهم كما أشغلوك شهرا في تشكيل حكومتك، واجعل الكويت والدستور بين عينيك، وندعو الله لك بالتوفيق، وأن يحمي الكويت من شر الأشرار.
تعليقات