علي البغلي: يا محلى فسادكم يا أهل اسرائيل ما تبادلونه بشوية فساد كويتي مقابل كل الفساد الإسرائيلي؟
زاوية الكتابكتب علي البغلي ديسمبر 17, 2019, 11:32 م 804 مشاهدات 0
أصبحنا، مؤخراً في ظل حكومتنا الرشيدة في السنوات الأخيرة، نصبح على قصص فساد.. ونمسي على قصصه، وآخرها فساد أحد موظفي هيئة المليارين، وأقصد بها هيئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، التي زاد عدد مطاعم الشباب في عهدها الزاهر.. الزاخر!
والقصة الأخيرة هي القبض على أحد موظفيها متلبساً بقبض 6 آلاف دينار لقاء إعداد دراسة جدوى من داخل الصندوق، تضمن تمويلك من ذلك الصندوق، حتى لو كان مشروعك بيع «حب» أو «بنك» أو «رقي» على قارعة الطريق!
ونحن صغار سمعنا عن فساد «البلدية» بقيام البعض بالاستفادة من الأراضي الفضاء وتسجيلها بأسمائهم، ليصبحوا بفضلها مليونيرية يشار إليهم بالبنان.. ثم تمت سرقتنا أثناء الغزو من قبل بعض مسؤولي مكتب استثماراتنا اللندني، الذين لم يُعاقبوا حتى الآن، تلتها سرقة الناقلات التي صدر على ابطالها حكم انكليزي شهير، أما الحكم الكويتي فلا نعرف ما آل اليه، بعدما أُبطل لنسيان وضع تاريخ عليه!
التأمينات الاجتماعية – أي أموالنا التقاعدية – رعرع فيها مسؤولها الكبير وهرب متمتعا وأفراد عائلته الكريمة بملايينا، تتلوها جريمة الداو كيميكال، التي أهدى فيها شباب الكويت من موظفي الشركة الكويتية السابقين مبلغا، قدره 2500 مليون دولار عدّاً ونقداً لتلك الشركة من دون أن يرف لهم جفن أو يتلقوا أي توبيخ، ناهيك عن العقاب القانوني!
وتتوالى قصص الفساد الذي يتكاثر لسبب بسيط، حيث إنه لم يعاقب فاسد من الدرجة الأولى الممتازة حتى الآن.. ومَن أمن العقوبة أساء الأدب.. وما زلنا ننتظر نتائج التحقيق في القضية التي أثارها مشكورا معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السابق الشيخ ناصر صباح الأحمد.. والحبل على الجرار!
* * *
في اسرائيل، عدوتنا الكبرى والأولى والأخيرة.. هناك فساد صغير، وهو فساد يتوارى خجلاً من فسادنا العملاق.. لكن يجري التعامل معه بما يستحقه قانوناً وسياسياً.. المتهم في قضايا الفساد الآن هو رئيس وزراء اسرائيل الحالي والسابق بنيامين نتانياهو، حيث تنتظره قضايا فساد مرقّمة بأرقام مميزة «ملف 1000» و«ملف 2000» و«ملف 3000».. هذه الملفات ستطيح نتانياهو إذا لم يتنازل عن خوض الانتخابات لنيل مركز رئيس الوزراء الاسرائيلي.. فنتانياهو أعطي عفوا مقابل اعتزاله للحياة السياسية وهي مهلة اقصاها الأول من يناير المقبل 2020 وفق قول المستشار القضائي للحكومة بأن نتانياهو اذا لم يستقل من منصبه الوزاري، فإنه سيتعرَّض للاقالة.
المضحك ـــــ المبكي في قضايا نتانياهو تسرّب الى الرأي العام بشكل وثائق من ملفات التحقيق، تظهر ليس فقط أن نتانياهو غارق في الفساد، بل إن هذا الفساد يتسم بأساليب رخيصة ومخزية، وكمثال على ذلك يقال إنه كان يحصل على صابون حلاقة من أحد جيرانه، ويطلب منه أن يرسله له عن طريق قيسارية (على الساحل بين حيفا وتل أبيب) وحتى البيت في القدس في أحد أيام السبت، أو أنه يحمل حقائب كثيرة ممتلئة بالملابس في كل زيارة للخارج، حتى يتم غسلها وكيّها في الفنادق على حساب الدولة، ويوفّر بذلك بضع مئات او عشرات الدولارات».. انتهى بعد ان اطلعتُ على تلك التقارير لم أتمالك نفسي بالقول: «يا محلى فسادكم يا أهل اسرائيل، ما تبادلونه بشوية فساد كويتي مقابل كل الفساد الإسرائيلي؟!».
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تعليقات