داهم القحطاني: ‫نحتاج إلى ثورة في مفاهيم مواجهة الفساد فالأمر لم يعد مجرد لصوص تقوم بالسرقة فهناك سرقات علنية أصبح البعض ينظر لها وكأنها حقوق مكتسبة‬

زاوية الكتاب

كتب داهم القحطاني 806 مشاهدات 0


هناك صراع سياسي متنامٍ في الكويت حول قضايا عدة، ويتم استثمار نتائج هذا الصراع لتعزيز مكاسب انتخابية أو سياسية.

 إلى هنا تعتبر المعادلة مقبولة، ولكن أن يصبح العمل السياسي مجرد واجهة لتجارة الابتزاز، فهنا يجب أن يبدأ كل مواطن بمحاربة هذه الظواهر المدمرة. 

عندما يأتي أي سياسي أو مرشح محتمل لمجلس الأمة فالحكم عليه يتم من خلال ما يطرحه من آراء وأفكار تستهدف إصلاح الأوضاع العامة، أما إذا كان كل ما لدى هذا المرشح مجرد تخليص لمعاملات حكومية مخالفة للقانون، وبعضها يتضمن امتيازات مالية تدفع من قبل الدولة وعبر التحايل، فهذا المرشح مجرد مشروع «حرامي» سيأتي الوقت الذي يقوم فيه بسرقة مستقبلك وأحلام أبنائك. 

السؤال الأهم هنا: ماذا يمكن أن نسمي الناخبين الذين يرشحون أمثال هؤلاء السياسيين الفاسدين وهم يعلمون بفسادهم؟ بلا شك هؤلاء أيضا فاسدون، لأنهم قاموا بعقد صفقة مع الشيطان، فالمزايا التي حصلوا عليها وجعلت حياتهم أسهل كانت على حساب معاناة مواطنين آخرين.

 إذن نحن هنا أمام مؤسسة فساد مكتملة لها نوابها وسياسيوها وشيوخها وإعلاميوها ومواطنوها. 

هذه المؤسسة ليست مجرد خيالات تكتب، أو تكهنات تطرح، بل للأسف أصبحت حقيقة مرة نواجهها جميعا، وتعترف بها الدولة، ولم تتمكن من مواجهتها بشكل كاف.

 لنتحدث بصراحة.. هل يمكن مواجهة الفساد في الكويت من دون خوض حرب حقيقية تقتلع الفساد المؤسسي من جذوره؟ أم أن الفساد أصبح مهيمنا إلى درجة لم تعد تسمح بالمساس به؟ 

نحن نحتاج اليوم إلى ثورة في مفاهيم مواجهة الفساد، فالأمر لم يعد مجرد لصوص تقوم بالسرقة، فهناك سرقات علنية أصبح البعض ينظر لها وكأنها حقوق مكتسبة لم يعد يقبل بالتنازل عنها. 

انتبهوا. 

نحن دولة في خطر.


تعليقات

اكتب تعليقك