زايد الزيد: معاقبة العزاب بدون معاقبة أصحاب البيوت أمر لا طائل منه والحل هو بناء مدن عمالية واسعة تضم جميع العمال العزاب

بات من الواضح أمام الجميع أن هناك قضية جديدة تمس المواطن الكويتي قد انضمت الى عشرات القضايا العالقة التي يعاني منها المواطنون يومياً دون جهد حكومي يُذكر لمجابهتها والحد منها ، وهي قضية سكن العزاب في مناطق السكن النموذجي والخاص حيث تتعرض العائلات الكويتية الى المضايقات نتيجة وجود مساكن خاصة بالعمل ملاصقة لجدران منازلهم في تجاوز لأدنى معايير الخصوصية والاحترام.
ولسنا في هذه المقالة بصدد الحديث بسوء عن العمال العزاب من الوافدين وغيرهم، لكننا نعتقد أن هناك حكمة وغاية في كل دول العالم من وجود مناطق سكنية خاصة بالعائلات ووجود مدن خاصة بالعمال، وهذا الفصل يكاد يكون غير موجود في الكويت بسبب جشع بعض ملاك العقار الخاص ورغبتهم في الحصول على أموال أكثر.
ويعمد بعض ملاك العقار الخاص في المناطق السكنية التي تسكنها العائلات، سواء كانت عائلات كويتية أو وافدة، الى القيام بتقسيم العقار لغرف صغيرة جداً ومن ثم تأجيره على العمال والعزاب وغيرهم، مما يجعل دخل الايجارات من وراء العزاب يصل الى ضعف دخل الايجارات الاعتيادي والطبيعي، حتى أن بعض تجار العقار الخاص بدأوا بمساومة العائلات لشراء بيوتهم طمعاً في تحويلها الى مساكن للعزاب رغم أنها تقع وسط منطقة مليئة بالأطفال والنساء.
وليت أن جشع أصحاب العقارات الخاصة اقتصر على تأجير العزاب وايذاء العائلات التي تسكن في محيط البيوت وتهجيرها عبر اجبارها على بيع بيوتها في مناطقها التي تسكنها منذ عقود، والانتقال لمنطقة أخرى، بل ان الجشع امتد الى قيامهم بتعريض حياة الناس للخطر عبر البناء المخالف للغرف الاسمنتية فوق السطوح، أو غرف الكيربي في اخلال لمتطلبات ومعايير السلامة والأمن.
ويقوم بعض العزاب كما نشرت الصحف المحلية ببناء مصانع حديد وخشب في المناطق السكنية دون وجود حسيب ورقيب، وذلك بسبب سلطة بعض ملاك البيوت المؤجرة وعلاقاتهم الواسعة كما صرح بذلك أحد نواب مجلس الأمة والذي قال ان بعض ملاك هذه البيوت نواب ووزراء سابقون.
ان الحلول الترقيعية من قبيل قطع التيار الكهربائي على بعض هذه البيوت أو استدعاء الشرطة في كل مرة لا تكفي، فمعاقبة العزاب بدون معاقبة أصحاب البيوت أمر لا طائل منه، والحل هو بناء مدن عمالية واسعة تضم جميع العمال العزاب مع توفير متطلبات الراحة والأمن فيها بشرط أن تكون قريبة من مواقع عملهم وانقاذ العائلات التي تسكن في مناطق التشابك مع العزاب من الأزمة التي هم فيها اليوم.