علي البغلي: أصبحنا بفضل قراراتكم بآخر الركب!

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 569 مشاهدات 0


يفتتح – المأسوف عليه – معرض الكويت للكتاب في نسخته الـ 44.. وبذلك الافتتاح الذي بهت مؤخرا بسبب من النشاط السلبي لإحدى وزارات الرشيدة (وزارة الاعلام) التي اجتهدت لنا في زيادة الممنوعات، فالأصل عندها في الأدب والروايات والنظريات الفلسفية والكتب الدينية هو المنع.. مع أن الأصل في الاشياء الاباحة.. ويكفي هذه الوزارة ووزيرها الشاب فخرا عندما كان نائبا طالب بمنع «جلال الدين الرومي» من دخول الكويت لإلقاء محاضرة عن كتبه في الكويت. وقد اقرن القول بالفعل عندما شاءت الظروف أن يتبوأ كرسي وزارة الاعلام، فأعادنا عقوداً وقرونا للوراء! الأدباء والمؤلفون يتكلمون عن كتب لمؤلفين كويتيين ممنوعة من العرض في ذلك المعرض، الذي حطت وزارة اعلامنا الحالية كثيرا من مستواه.. فيقولون ان تلك الوزارة منعت كتبا لمؤلفين كويتيين من العرض بعد أن طالها مقص الرقيب وحجبها عن المشاركة.. ويقولون «ان هذه الكتب كتبت بأقلام كويتية أو غيرها من كتب التراث، وهي تعرض في معارض في دول الجوار».. بعض الكتاب أبدوا لصحيفة الراي 20 نوفمير الجاري استغرابهم من حجب هذه الكتب ومصادرتها في وقت يستطيع فيه القارئ الحصول عليها وقراءتها عبر الانترنت بكبسة زر، مشيرين الى أن أحكاما قضائية منصفة صدرت لكتاب تعرضت كتبهم للمنع وتم السماح لها لصدور تلك الأحكام، واعتبروا أن منع الكتاب يزيد من مبيعاته وانتشاره، مؤكدين في الوقت ذاته رفضهم التحجج بـ «قضية العادات والتقاليد لانها امر متغير وليس ثابتا». * * * وهذا هو أحد ابداعات وجوه وزاراتنا السابقة التي نتمنى أن نتخلص من أمثالها مرة وللأبد.. لان الفكر الذي تستند اليه لمراضاة ودغدغة مشاعر ناخبيها ومن يقف خلفها هو فكر أصبح منبوذا وقد تُخلي عنه مؤخرا ومن دون رجعة، في قرارات شجاعة ومحمودة لمتخذي القرار في المملكة العربية السعودية شقيقتنا الكبرى التي أصبحت مصدر اشعاع فني وفكري وثقافي نتمنى الاقتداء به. وأسوق مثلا شخصيا على ذلك.. في الكويت اقترح أحد النواب قرار الاقفال عند كل صلاة في مجلس أمة 92-96، فتصديت له من دون خشية ومن دون تردد.. فسبحانه وتعالى أمرنا بذلك صراحة عند صلاة الجمعة «يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون».. صدق الله العظيم.. ولم يقل سبحانه عند كل أذان، فلماذا التزيد والتزمت من دون داع.. وأهل المحال لا يمنعون العامل من أداء الصلاة عند أي أذان، لكن من دون إقفال محالهم. مصدر رزقهم.. الخ. ‏تحميل الإعلان   ولم تتم الموافقة على ذلك القانون، الذي وقف خلفه عدد من النواب الذين اتهموا فيما بعد سنين بأنهم قبيضة وقس على ذلك!


تعليقات

اكتب تعليقك