دار ذات السلاسل تصدر كتاب للكاتب الكويتي "مظفر عبدالله" بعنوان "بيت الكويت في القاهرة"
منوعاتكتب الآن - محرر المحليات نوفمبر 19, 2019, 9:45 م 5330 مشاهدات 0
صدر عن دار ذات السلاسل كتاب للكاتب الكويتي "مظفر عبدالله راشد" بعنوان " بيت الكويت في القاهرة"
وكتاب بيت الكويت في القاهرة .. عنوان عريض لقصة نجاح كويتية ذات صلة بظروف المجتمع المصري والمجتمع الكويتي في آن ، وذلك في منتصف أربعينيات القرن الماضي.
وهذه القصة تعد رمزاً جلياً لعزم الكويتيين العمل في أقسى الظروف وأقلها في الإمكانات والموارد.
وهي قصة نجاح حقيقية لأكثر من سبب، أما الأول فكان لرغبة صادقة من المتنورين في المجتمع الكويتي رفض التخلف والجمود والعمل على المضي في ركب الحضارة العالمية من خلال بوابة الثقافة والتعليم .
وثانياً لإدراك هذه الفئة الواعية الرغبة في عدم الاستمرار في منظومات التعليم البدائية (الكتاتيب والمطوع) رغم بعض الإيجابيات التي سجلتها في حينها وفي إطار ظروف المجتمع آنذاك .
وثالثاً في تلمس قادة الفكر والرأي والحكم لضرورة بناء الدولة ومساعدتها في نيل استقلالها السياسي ، ولتكون دولة ذات سيادة في منظمات المجتمع الإقليمي والدولي وقد حصل ذلك فعلاً من خلال عضويتي جامعة الدول العربية، والأمم المتحدة بعد نيل الاستقلال عام ١٩٦١ وبناء دولة المؤسسات الذي جاء بعد انجاز مشروع دستور الدولة عام ١٩٦٢.
وقصة (بيت الكويت) تكشف عن نبض المجتمع الكويتي وتوقه للثقافة والعلم والتنمية والتنوير منذ بواكير القرن العشرين، وإيمانهم بأهمية بناء المؤسسات التي تدير هذه الشؤون بشكل مهني جيد.
وتشهد هذه القصة الرائعة بكل تفاصيلها التي حاول الكاتب الإحاطة ببعض جوانبها أن تثبت كم من الرجال والنساء في تاريخ الكويت ممن ساهموا بشكل شجاع وراسخ إعانة هذا المجتمع لأن يكون مركزاً للإشعاع الثقافي والفكري في المحيط العربي بل وملاذاً لكل مظلوم ومنفي من دياره لأسباب سياسية أو اجتماعية وقد شهد التاريخ بالعديد من تلك الأسماء.
كما يتبين من مجريات الأمور التي أَرَّخت لها مجلة (البعثة) الكويتية الصادرة عن «بيت الكويت» في القاهرة كيف أن فكرة روح الفريق الواحد ودعم القيادة السياسية لمسألة الثقافة والتعليم قد ساهما في دفع مكانة البلاد إلى مستويات مرموقة أقنعت العالم بأن هناك دولة صغيرة في شمال الخليج العربي تستحق أن تكون عضواً في منظمة الأمم المتحدة وقد كان لهؤلاء الرجال الذين أدارو مؤسسة (بيت الكويت) دوراً محورياً في بناء الدولة بعد استقلالها من خلال استمرارهم في العطاء حتى فارقوا الحياة، فكانوا خير مثل لمفهوم المواطنة والعمل المتواصل دون كلل.
ولقد حاول الكاتب جمع العديد من مصادر المعلومات المتناثرة في الكتب والمراجع التي تناولت على عجل ملف (بيت الكويت) في القاهرة إلا أن الحق يقال، فقد كانت أعداد مجلة (البعثة) الكويتية التي صدر عددها الأول في ديسمبر ١٩٤٦ معينه في رصد التحولات الاجتماعية والفكرية والتعليمية والثقافية والسياسية والنفطية في الكويت بما تزخر به من أقلام الكُتّاب وأبواب متخصصة وآراء حرة وشجاعة تكشف عن أجواء الحرية التي طالما تمتع بها أهل الكويت.
لقد كان «بيت الكويت» في القاهرة بحق منارة ثقافية قبل أن يكون مكاناً لرعاية الطلبة المبتعثين، فهو مكان أثرى من أقاموه العلم والفن والثقافة بشكل عام، تربى فيه الطلبة على أحسن ما تكون عليه صور التربية الشاملة.
ويكفي الإطلاع على أعداد تلك المجلة حتى نلمس الجهود المضنية التي كان يبذلها القائمون على البيت دون كلل وملل من أجل رفعة شأن الطلبة الكويتيين.
ولقد كان هذا البيت ملاذاً للأدباء والمفكرين والشعراء من مصر والبلاد العربية فضلاً عن أهل الفكر من الكويتيين وحدث إن افتتحه الرئيس المصري السابق جمال عبدالناصر في مناسبة مشهورة مع قادة التنوير الكويتيين.
وإنه لمن باب رد الجميل وقول كلمة الحق فقد كان لمركز البحوث والدراسات الكويتية بقيادة أ. د. عبدالله يوسف الغنيم الدور الكبير في الحفاظ على أعداد مجلة البعثة التي نعتبرها شاهداً وموثقاً لمسيرة المجتمع الكويتي خلال فترة صدورها ١٩٤٦-١٩٥٤ ليس في التعليم فقط بل في مسيرة الحياة العامة لشعب الكويت من خلال ما نشر في المجلة من قضايا وحوارات وأخبار وصور وأحداث.
وتنبئ الأحداث والتطورات التي رافقت رعاية الدولة والمجتمع للشأن التعليمي والتربوي كيف أن رجالات الكويت الأوائل قد انتبهوا إلى مسألة هامة وهي دمج مسألة التعليم في إطارها الأوسع وهو إطار الثقافة فكان «بيت الكويت» شعلة في الإدارة والاهتمام بشؤون الطلاب المبتعثين والمسرح والمنتديات الحوارية الدورية والموسيقى والفكر والكتاب والصحافة فكان بحق مركزاً ثقافياً مبهراً. ومن هذا البيت خرج العديد من رواد النهضة الكويتيين في عصر النفط والذين كان لهم دور بارز -من خلال جهودهم- في بناء الدولة وقيام نهضتها.
اشتملت الدراسة على عدد من المحاور هي:
الكويت.. البشر والموقع، وفيه تحدثنا عن أثر الموقع الجغرافي على السكان وتفاعل أفراد المجتمع الكويتي مع مجريات الأحداث فيه، إضافة إلى وصف طبيعة الحكم السائدة والتي ساهمت في سير المجتمع نحو التقدم.
وثانياً ، إلى المناخ الثقافي السائد في بداية القرن العشرين وبداية ظهور مؤشرات الاهتمام بالشأن الثقافي على مستوى أهلي في مجالات التأليف والنسخ والصحافة وبناء المدارس النظامية والنوادي الأدبية في ظل بيئة شبه نظامية من الناحية الإدارية.
وثالثاً ، المرور بلمحة سريعة على أوائل رواد العلم الكويتيين أواخر القرن التاسع عشر.
ورابعاً ، التطرق إلى بداية فترة التعليم شبه النظامي وتأثير ذلك على خلق حراك فكري متنور بداية القرن العشرين.
وخامساً ، الحديث عن دخول الكويت بداية ثورة التعليم عام ١٩٣٦ وإنشاء مجلس المعارف الذي قاده حركة نشطة بفضل جهود الشيخ عبدالله الجابر الصباح طيب الله ثراه .
وسادساً ، وهو الحدث الأساس في هذا الكتاب، ولادة «بيت الكويت» في القاهرة، وظروف إنشاءء وقصة تطوره والشخصيات الأبرز في تأسيسه
وسابعاً ، شرح الموقف البريطاني غير المواتي للرغبة الكويتية في إدارة التعليم بأيادي وجهود محلية، واستعراض تقارير التعليم البريطانية عن الحالة الكويتية وهما: تقرير فالانس ١٩٣٩ وتقرير إف. جي ويلكن المستشار الثقافي في دائرة المعارف عام ١٩٤٥.
وثامناً ، الحديث عن مولود «بيت الكويت» في القاهرة وهي مجلة «البعثة» التي سطرت أعدادها في الفترة من ١٩٤٦ - ١٩٥٤ سجلاً صحافياً وإعلامياً رائعاً حفظ ذاكر المجتمع الكويتي في مجالات التعليم والثقافة والأدب والسياسة والاقتصاد والحياة الاجتماعية بشكل عام.
وتاسعاً ، التطرق للأدوار الرئيسة لأربعة من الشخصيات الفذة التي أدارت «بيت الكويت» ومهدت لنهضة تعليمية وثقافية مشهودة وهم، عبدالعزيز حسين، أحمد مشاري العدواني، حمد عيسى الرجيب، وعبدالله زكريا الأنصاري.
وعاشراً ، استعراض شهادات عدد من الأدباء و أصحاب الفكر في دور بيت الكويت في القاهرة في الحراك التعليمي والثقافي ، والمكانة التي أخذتها مجلة البعثة في المجتمعين الكويتي والمصري آنذاك وهم أ.د. عبدالله الغنيم ، أ.د. سليمان الشطي ، أ. الإعلامية القديرة فاطمة حسين .
في الختام، قال الكاتب أنه يتمنى أن يكون هذا الجهد قد أسهم ولو بجزء يسير في توضيح دور هذا البيت، على أن استكمال الأجزاء الأخرى ربما تكون أكثر أهمية ومنها ما يمكن أن يصاغ في سؤال:
كيف يمكن تفسير فكرة «بيت الكويت» في القاهرة من كونه مؤسسة لرعاية الطلبة والمبتعثين وربط ذلك بالأثر الجذري الذي حققه -من خلال نماذج الرجالات الفذة- في تسيير عجلة استقلال الدولة وتعجيل إجراءاته ومن ثم الدخول بكل جد ونشاط في بناء المؤسسات؟
تعليقات