د.ابراهيم بهبهاني: اقتراحات فارغة تشجّع على التكاسل

زاوية الكتاب

كتب د.إبراهيم بهبهاني 876 مشاهدات 0


على حد قول المثل صرنا معلقين بحبال الهواء، فكلما لاحت فرصة أو خرجت فكرة تخدم كسلنا وتقاعسنا نسارع إلى التمسك بها وكأنها هبطت علينا من السماء، بالأمس فرح البعض وانتقد الآخر ما تم تداوله بعد صدور حكم محكمة الاتحاد الأوروبي باحتساب الساعات التي يقضيها الموظف على الطريق ضمن ساعات الدوام، وطالبوا أن تحذو الكويت حذوها والواقع الذي نعيشه يسير في اتجاه معاكس، لأننا أصلاً نعاني من أمراض مزمنة تصب في خانة واحدة وتتعدد الأسباب والأعذار، منها الاجازات المرضية ومنها التهرب من الدوام ومنها الجلوس بعض الوقت وراء المكاتب وهات يا سوالف وخذ يا سوالف، وإذا شئنا عددنا عشرات الأعذار، والنتيجة صفر على الشمال، فلا إنتاجية ولا من يحزنون، وهذا مدون في تقارير المنظمات الدولية. إذن نحن أمام حالة مرضية تفيد بتكدس الموظفين؛ وأعني هنا القطاع الحكومي، لأن حكومتنا الرشيدة عودتنا على الدلال وبند الرواد بالدولة يلتهم سنوياً المليارات، لدرجة أن العبء الأكبر بات اليوم في الميزانية العامة للدولة هو كيف نحد أو نخفف أو نوقف هذا الهدر الذي يرتفع ويزداد مع الوقت، ناهيك عن العلاوات والامتيازات التي تمنح لهم وتحت عناوين مختلفة. وما يدعو للأسف أن ينبري محللون اقتصاديون للترويج لمقترح نيابي يقوم على فكرة صرف منحة للمرأة المتزوجة لتبقى في منزلها، ولكي يزيد الطين بلة راح يغرف ويستشهد بالغرب وبالمجتمعات الغربية ويقيس عليها ثم يفصل لنا ثوبا على مقاس رؤيته. خلاصة الفكرة كأننا ندعو ونقول للمرأة من سن الـ18 لا نريد منك العمل بل الجلوس في المنزل ونحن نعوض لك ونصرف لك مبلغا يتراوح بين الـ500 و700 دينار بحسب تحصيلك العلمي، وهذا يصب أيضاً في مسار التكاسل والاعتماد على الدولة الريعية بتوزيع العطايا على ابنائها. وبدلاً من حث المرأة وهي في عز العطاء ودفعها إلى سوق العمل للمشاركة بالإنتاج، ترى البعض يشدها إلى الخلف!.. ويبدو أنها صارت تنافسهم على المناصب والقرار، وباتت لها كلمة في المجتمع والدولة، لذلك يطلعون بافكار من هذا النوع كي تبقى ذكوريته المسيطرة وصاحبة الكلمة العليا!   السؤال في كل هذا: ماذا تكسب الدولة؟... الرد على السؤال وببساطة: لا شيء، بل يضاعف الأعباء والصرف والإنفاق ويشجع على التكاسل طالما أن حكومتنا تصرف علينا كل شيء! ختاما، إذا توافر الاخلاص والولاء للعمل، فالإنتاجية والاداء سيكونان متلازمين، وإلا على الدنيا السلام.


تعليقات

اكتب تعليقك