زايد الزيد :مطلوب من وزارة التربية إعادة صياغة العلاقة بين المعلم والطالب , وعلى الوزارة الانتباه للتربية والتعليم بدلا من التركيز على الصرف المالي والمنشآت

زاوية الكتاب

كتب زايد الزيد 561 مشاهدات 0


تتصدر وزارة التربية هذه الايام صفحات الاخبار في الكويت، لكن تصدرها لم يأت في سياق إنجازات طلابها ومنتسبيها أو بسبب تطور مناهجها ومرافقها ، بل بسبب ما يحيط بها من مشاكل وأزمات ناتجة عن سنوات طويلة من الخلل في بناء وتنظيم هذه الوزارة.


ولعل أبــرز ما تصدرت به الـــوزارة الاخــبــار في الايــام الاخــيــرة هو حادثة اعــتــداء معلم على أحــد الطلبة ، بعد انتشار مقطع فيديو يصور المشاجرة التي انتهت إلى إصابات – لم تكن كبيرة ولا الحمد - تعرض لها الطالب على يد المعلم نتيجة خلاف كان من الواضح أنه خلاف شخصي.

هـــذه الــمــقــاطــع الــتــي تنتشر بــيــن الفينة والاخــــرى إضــافــة إلـــى ما نسمعه مــن أخــبــار وحـــــوادث تحصل فــي الـــمـــدارس تــقــودنــا إلــى نتيجة واحـــدة ، وهــي ضـــرورة رســم حــدود واضــحــة للعلاقة بين المعلم والطالب كونها الاســاس في العملية التعليمية، حتى قبل المناهج والمنشآت.

ففي السابق، كان المعلم يملك اليد العليا على طلبته، حتى أن كثيراً من الطلبة يتعرضون للضرب والشتم على يد المعلمين كجزء من العملية الدراسية، مع عدم وجود اعتراض من أحد، لا من قبل الاهــالــي ولا ً مــن قبل الــطــلاب أنفسهم لان التربية بالضرب تكاد تكون جزءا من ثقافتنا.

لــكــن الامـــــور تـــطـــورت فـــي الــســنــوات الاخـــيـــرة، وتــبــيــن أن الــتــربــيــة بالضرب بحسب الــدراســات النفسية والعلمية تفتح الــبــاب أمــام انتهاكات أكبر بحق الطالب وتؤثر في مسيرته الدراسية والحياتية ما جعل وزارة التربية تقوم بتجميد الضرب ومعاقبة المدرسين الذين يقومون به.

وأدى هذا التجميد إلى تفرعن بعض الطلبة واعتدوا بالضرب على معلميهم، ما خلق فوضى لا حصر لها في العملية التعليمية يشاهدها الجميع اليوم.

إن وزارة التربية مطالبة بــإعــادة صياغة عــلاقــة الــطــالــب بمعلمه وقيام هــذه العلاقة على الاحترام المتبادل والتقدير بين الاثنين دون ضرب أو اعتداء بدني أو لفظي لان عدم وجود صيغة واحدة لــلــعــلاقــة بــيــن هــذيــن الــمــكــونــيــن الــرئــيــســيــن فــي الــتــعــلــيــم يــعــنــي أن تعليمنا سيكون بلا فائدة تذكر حتى وإن وضعنا أحسن المناهج وجلبنا أحسن المعلمين ، ويفترض أن تستفيد من تجارب الدول المتقدمة في هذا الشأن.

ورغــــم هـــذه الــمــطــالــبــات فــإنــنــي أعــتــقــد أن آخـــر هــمــوم الـــوزارة هو تنظيم العلاقة بين المعلم والطالب، فــوزارة التربية تحولت إلى ما يشبه الدولة الصغيرة بميزانيتها المليارية الضخمة حيث يعتقد مسؤولوها ان القيام بصرف الرواتب والاشراف على المنشآت هو أساس أعمالها، لكنها لا تقوم على الاساس الذي بنيت عليه وهو التربية والتعليم مع الاسف الشديد

تعليقات

اكتب تعليقك