علي البغلي: عنصرية وشجاعة.. تخلّف وطاعة؟!

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 725 مشاهدات 0


قرأت خبراً أعادني عقوداً للوراء عن حادثة عنصرية جرت أحداثها بمدينة ديجون Dijon الفرنسية عاصمة اقليم البورجوني شرق فرنسا.. وقد زرت هذه المدينة مراراً ودرست فيها مبادئ اللغة الفرنسية بستينات القرن الماضي، ثم زرتها مع طلاب وطالبات كلية حقوق جامعة الكويت في الكورس الصيفي للغة الفرنسية.. ولي فيها ذكريات لا تنسى مع المرحومين «عثمان عبد الملك ومحمود البدر والاخوان فاروق النوري وعبد الكريم حيدر ورضا الطبطبائي والمرحوم خالد الابراهيم.. وغيرهم». الخبر يقول ان «شرارة خلاف عنصري اندلعت عندما دعيت مجموعة من التلاميذ مع أولياء أمورهم بمناسبة انعقاد جلسة للمجلس الاقليمي لمنطقة البورغوني حول موضوع «نحن والجمهورية»، حدثت مشادة عندما دعي جوليان اودول رئيس مجموعة التجمع الوطني التي تمثل «اليمين المتطرف» باسم مبادئ الجمهورية العلمانية ماري غيت رئيسة الجلسة والتنمية للحزب الاشتراكي.. أن تطلب من سيدة مسلمة ترافق بعض التلاميذ أن تنزع الحجاب الذي ترتديه، مضيفا ان السيدة المعنية «لها كامل الحق في ارتداء الحجاب في الخارج ولكن ليس في الداخل، وهذا هو قانون الجمهورية..». وبعد هرج ومرج رفضت رئيسة الجلسة الاستجابة وأكدت أن السيدة المعنية لها الحق في ارتداء الحجاب، وأن القانون لا يمنعها من ذلك، مما دفع بمجموعة «التجمع الوطني» الى ترك الجلسة، وسارعت ماري غيت دوفي لنشر تغريدة دعت فيها «الى وضع حد لمشاعر الحقد»، ومنددة بالأقوال والتصرفات التي تنم عن تشدد، وتخطي كل الحدود. وختمت تغريدتها بالتهديد بتقديم شكوى للقضاء.. والمبهر في الأمر أن مارلين شيابا وزيرة الدولة لشؤون المساواة بين الرجل والمرأة، دعت للوقوف الى جانب غيت، معتبرة أن اهانة المرأة أمام أولادها هو ما يدفع للانطواء، ومؤكدة أن القانون لا يمنع المرأة من تغطية رأسها».. انتهى * * * ونحن نهدي هذه القصة المعبرة لمشرعينا الحاليين وأعضاء حكومتنا الرشيدة.. متذكرين ما حدث من مأساة من الاثنين الاسبوع الماضي، عندما غرد عدد من نواب الظلام والتخلف محتجين على قيام فتاة بالتعبير عن سرورها وفرحها في حفلة أحياها مطربون من العراق الشقيق.. ليسارع وزير الاعلام الأكثر من نشط بهذه الأمور، ليشكل لجنة تحقيق. لجنة التحقيق والتي تعودنا أن تكون مقبرة للقرارات، أصدرت قرارها خلال أقل من 24 ساعة بايقاف عمل وترخيص ونشاطات الشركة التي أقامت تلك الحفلة «المخلة» بنظر نوابنا ووزرائنا؟! انها حقا مأساة محزنة، ولا نرى فارقا بين تصرف ذلك العنصري الفرنسي ازاء امرأة ترتدي الحجاب وردة فعل نواب الجهل والظلام على فتاة عبرت عن فرحها، ولكن الفرق يظهر بين شجاعة الوزيرة الفرنسية التي نددت بذلك التصرف العنصري بشجاعة، وخوف وارتعاد موظفي حكومتنا من درجة وزير ونازل من أي صرخة أو احتجاج لمتخلفي هذا البلد والتجاوب مع مطالبهم بخوف وطاعة! ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.


تعليقات

اكتب تعليقك