زايد الزيد: العطش قادم

زاوية الكتاب

كتب زايد الزيد 791 مشاهدات 0


وصلت المفاوضات بين مصر وإثيوبيا إلى طريق مسدود عقب إعلان إثيوبيا بدء تشغيل وملء سد النهضة بمياه النيل، ما سيتسبب بإفقار مصر مائياً وفق تصريحات رئيس مجلس الوزراء المصري أمام مجلس الشعب قبل أيام.
وبحسب تصريحات الخبراء والمحللين فإن الآثار المترتبة على سد النهضة ستكون آثاراً كارثية على جمهورية مصر وشعبها، حيث ستتعرض الثروة الحيوانية والمساحات الزراعية لضرر كبير جداً، كما أن البلاد قد تكون عرضة للعطش إذا ما قل منسوب مياه الأمطار في أي وقت وهو أمر وارد نظراً للتقلبات المناخية.
وبحسب ما نشر من أخبار فإن مصر ستطلب تعاون الدول الأفريقية وتعاون الكويت -كونها عضواً في مجلس الأمن- لوقف التعديات الإثيوبية على مستقبل مصر وشعبها.
وليست هذه النكبة المائية الوحيدة التي تتعرض لها دولة عربية كبيرة، فالعراق اليوم يعاني من جفاف أنهاره بفعل بناء الدول المجاورة لسدود ومجارٍ مائية تمنع عنه وصول نهري دجلة والفرات الكبيرين.
والسؤال الذي نتجاهل التفكير فيه دوماً هو : إذا كانت هذه البلاد النهرية تتعرض للتهديد بالعطش بسبب وجود مصبات الأنهار في بلدان أخرى معادية لها أو على غير وفاق معها، فما هو وضعنا في الكويت ؟!
إننا في الكويت نعاني بسبب موقعنا الجغرافي من عدم وجود أي موارد مائية طبيعية، حيث تبلغ حصة المواطن من المياه «صفر» بحسب المتخصصين، ونعتمد اعتماداً كلياً على محطات تحلية المياه التي توجد بها مشاكل كبيرة أهمها زيادة نسبة التلوث في البيئة، وثانيها كلفتها التشغيلية العالية جداً، وهي بالأصل تهدف إلى تحلية الماء مؤقتاً وليس على الدوام.
حل هذه المشكلة لا يمكن أن يكون حلاً فردياً، بل هو حل جماعي يستدعي تعاوناً واسعاً وتشكيل تحالف «مائي» عربي كبير يوزع الموارد المائية بينها بالتساوي ويحل المشكلة، حيث تتعاون الكويت مع العراق مثلاً في تحلية مياه الأنهار الآخذة بالملوحة مقابل إمدادها بالمياه الطبيعية، كما يفترض تشكيل قوة دبلوماسية عربية موحدة للضغط على الدول غير العربية التي تحاول إفقار الدول العربية مائياً وهو أمر مستطاع إذا توفرت الإرادة وخلصت النوايا.
ما أريد إيصاله من هذا المقال هو أننا لسنا بمعزل عن الخطر الذي تعرضت له دول عربية النهرية الكبرى، وأننا في الكويت يجب أن نكون أكثر ابتكاراً لاتقاء شر أزمة قد تحدث -لا سمح الله- في أي وقت.

تعليقات

اكتب تعليقك