أحمد الصراف : الخطر الأكبر على مصر ليس الإخوان المسلمين بل الزيادة السكانية الهائلة

زاوية الكتاب

كتب أحمد الصراف 674 مشاهدات 0


القبس 

أثناء تواجدنا في «مؤتمر جدة» خلال أحلك فترات الغزو الصدامي الحقير، واختلاط مشاعر اليأس بالأمل في قلوبنا والقلق على مصير أهالينا وأحبتنا في الكويت، صرح أحد كبار مسؤولي الدولة، الذي أصبح في ذمة التاريخ، صرح لـ «بي بي سي» بأنه يريد عودة الكويت، حتى لو كانت أرضا محروقة! وكان تصريحا يفتقد الكياسة، متناسيا مئات آلاف المواطنين الذين كانوا يعيشون وقتها تحت نير الاحتلال.

تذكرت هذا الحدث وأنا أرى ما يقوم به الإخوان المسلمون في مصر من تخريب منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي القيادة. فمن الواضح أنهم ليس فقط على استعداد لإفشال خططه المتعلقة بتطوير وتنمية مصر واستقرارها، وقد يكون هذا من حقهم كونهم يمثلون المعارضة، بل يبدو واضحا أنهم على أتم الاستعداد، وسعوا ويسعون لحرق مصر بأكملها وقتل أكبر عدد من مواطنيها وسياحها، من أجل عودتهم لحكم لم يستحقوا شرف الاحتفاظ به طويلا. 

فبالرغم من أن حزبهم هو الأكثر تنظيما، والأكثر امتلاكا للمال، والأكثر انضباطية، والأقدم، فإنه فشل خلال تسعين عاما في تقديم أي تصور واضح للكيفية التي يود فيها ممارسة الحكم. كما لم تبين قيادته يوما موقفها الحالي من الديموقراطية، ومن نظام الأحزاب، غير مواقف وكتابات مؤسسها حسن البنا التي حرم فيها الديموقراطية والأحزاب، مع ضرورة السعي للوصول للسلطة، وشعار الإخوان المتمثل بالسيفين وكلمة أعدوا، يبين «معالم الطريق» للحكم. كما لم يحاول الإخوان يوما إخفاء موقفهم السلبي من أتباع الديانات الأخرى، وسبق أن أعلن مرشدهم محمد عاكف (صاحب مقوله «طز في مصر») في أكثر من لقاء أنه يفضل رئيسا ماليزيا مسلما لمصر على أن يقبل برئيس قبطي مصري!

كما لم يبين الإخوان يوما خططهم الاقتصادية، ليس بسبب سريتها بل لعدم وجودها. ولم يبينوا مواقفهم من عشرات القضايا الحيوية والخطيرة كتحديد النسل، الغول الذي يأكل يوميا كل ما يتحقق من تقدم وتنمية، وموقفهم من مرفق السياحة المهم! ومن الغريب والمرعب بالتالي مشاهدة تنظيم ديني سياسي لا فكرة ولا برنامج حكم واضح لديه، يود الوصول للحكم، حتى على حساب حرق وطنه. 

هذا كتبناه ونكتبه ليس تملقا للسيسي، أو نفاقا، كما فسر البعض مقالي السابق، فأنا مؤيد للرئيس السيسي بتحفظ، ولأسباب معروفة، ولكني أعتبر وجوده ضمانة لعدم وصول الإخوان للحكم في مصر، وعدم تحكمهم في وطني بالتالي.

إن الخطر الأكبر الذي يواجه مصر ليس الإخوان فقط، فهؤلاء مع الوقت ستتلاشى قوتهم، إن لم يتحولوا لحزب مدني كما حصل مع إخوان تونس وتركيا، بل يتمثل الخطر الأكبر في الزيادة السنوية الهائلة في السكان التي تتطلب بالفعل إجراءات قريبة مما حصل في الصين في ما يتعلق بتحديد النسل. فالضعف المزمن في الاقتصاد المصري يعود بالدرجة الأولى إلى ضخامة عدد السكان مقابل شح الموارد وصغر المساحة الزراعية. فعدد السكان كان 27 مليونا عام 1960 وزادوا ثلاثة أضعاف منذ يومها، وهي نسبة الزيادة الأعلى في العالم، وبغير وضع حد للإنجاب فإن الوضع الاقتصادي لن يشهد تقدما يذكر

تعليقات

اكتب تعليقك