محمد الوشيحي: وصلت بنا الحال في الكويت ألا نتوقع من الحكومة تطوراً يواكب العصر ولا منافسة مع الدول الناجحة
زاوية الكتابكتب محمد الوشيحي سبتمبر 30, 2019, 10:59 م 960 مشاهدات 0
الجريدة
نحن في مرحلة تك النسم. إذ وصلت بنا الحال في الكويت ألا نتوقع من الحكومة تطوراً يواكب العصر، ولا منافسة مع الدول الناجحة، أو الدول التي تسعى إلى النجاح. بل أكثر من ذلك، لم نعد نتوقع إنجاز المهام العادية، إذ بتنا نرفع أيدينا بالدعاء لله أن يحافظ المسؤولون على الحد الأدنى من وسائل حياة المواطن والمقيم.
فلو أنّ أحداً من المواطنين نادى بتنفيذ الشوارع ذات التبريد الذاتي، على سبيل المثال، لانهال عليه الناس بالضرب بالعصي والشباشب والعُقل (جمع عقال)، بعدما ينظرون إلى حالة شوارعهم والجرب المزمن الذي تعانيه.
ولو أن أحداً، لا قدّر الله، طالبَ بمدارس مصممة على أحدث طراز تكنولوجي، يتناسب مع موارد البلد وثرائه ومستقبل العالم، لاستقبل هو ضربات على قفاه لا تعد ولا تُحصى. أما لو تمادى أحدنا وتجرأ فطالب بالتنافس مع الدول الأخرى على تنظيم فعاليات عالمية، كبطولة كأس العالم أو معرض أكسبو أو أي حدث بهذا الحجم، فلن يكتفي الناس بضربه وسحله، بل سيحرص العقلاء منهم على إخصائه كي لا يتكاثر نسله.
لذا دعونا نحدّث الحكومة بما تفهمه وبما تعتقد هي أننا نستحقه وأنه واجبها الوحيد؛ دعونا نحدثها عن "مكيّف خربان" في هذه المدرسة، وإضاءات لا تعمل في ذلك الشارع، ودورات مياه متعفنة في ذاك المستشفى... وما شابه.
والأهم، في حال تم إصلاح مكيف في مدرسة ما، أن ننسب الفضل إلى أهله، فنشكر معالي الوزير وسعادة الوكيل والوكلاء المساعدين، وبقية العيون الساهرة على إصلاح المكيفات وراحة المواطنين والمواطنات. وبالطبع لن ننسى شكر نواب البرلمان الذين أدوا الأمانة وصانوا القسَم ويا ليل دانة وتك النّسم.
وفي حال تمت صيانة دورة مياه في أحد المستشفيات، علينا ألا نبخس الناس حقوقها، فنشكر المذكورين أعلاه، والنواب أعلاه، ونقيم الأفراح والليالي الملاح، وننظر بإيجابية ونذكر محاسن حكومتنا، و"نعيش في تبات ونبات ونخلّف صبيان وبنات"... وهكذا.
تعليقات