د. حمد الأنصاري: وصلنا لمرحلة لا نصدق فيها الأخبار الإيجابية عن الحكومة بسهولة
زاوية الكتابكتب حمد الأنصاري سبتمبر 30, 2019, 11:12 م 923 مشاهدات 0
الراي
أعلنت الحكومة الكويتية قبل أيام عن دخول الكويت - وللمرة الأولى - قائمة العشرين دولة الأكثر تحسناً في مؤشر ممارسة أنشطة الأعمال للعام 2020، ورغم سعادتنا بمثل هذه الأخبار التي نفتقدها منذ سنوات طوال، حيث تراجعت الكويت خلال السنوات الماضية في العديد من المؤشرات العالمية، إلا أننا كنا نتمنى أن نعرف مدى التحسن الذي طرأ على مركز الكويت في هذا التقييم العالمي، فالكويت كانت تحتل المركز 97 بين 190 دولة في مؤشر سهولة ممارسة الأعمال للعام 2019، فما هو مركزها للعام 2020؟
نحن بحاجة للمزيد من الشفافية في الطرح الحكومي كي نستطيع أن نعيد بناء الثقة بهذه الحكومة، التي طالما خيبت آملنا بسبب سوء الإدارة والتخطيط، فنحن نتراجع في جميع المؤشرات منذ مدة ليست بقصيرة، وهذا التراجع لم يعد مقتصراً على المؤشرات فقط، بل بتنا نتلمسه ونعيشه على أرض الواقع، وأكبر مثال على ذلك هو ما حدث في العام الماضي بعد كارثة الأمطار، فالفساد بات يمس حياة المواطن بشكل مباشر وفج، لذلك نجد صعوبة في تقبل مثل هذه الأخبار «السعيدة» فواقع الحكومة المزري لا يساعد على ذلك.
الشاهد في الأمر أننا وصلنا لمرحلة لا نصدق فيها الأخبار الإيجابية عن الحكومة بسهولة، بل نحتاج لتأكيدات على ذلك، أما بالنسبة لخبر دخول الكويت لقائمة العشرين دولة الأكثر تحسناً في مؤشر ممارسة الأعمال فهو أمر إيجابي بكل تأكيد، لكن كنا نتمنى أن نعرف مزيداً من التفاصيل، وبالتأكيد نود أن نفهم لماذا لم ندخل هذه القائمة سابقاً، فقائمة الأكثر تحسناً تعني أننا كنا وربما ما زلنا سيئين في بيئة ممارسة الأعمال لكننا في طور التحسن، وعندما ننظر للخبر من هذا المنظور فإننا بكل تأكيد سنأسف على حال الكويت الرائدة في جميع المجالات في الماضي.
حقيقة أود ألا أتحدث بشكل سلبي، في وقت نحن بأمس الحاجة فيه لمثل هذه الأخبار المفرحة، لكنني تعلمت ألا أبالغ في التفاؤل مع هذه الحكومة في ظل هذه المنظومة السياسية، فالتحسن في أحد المؤشرات بالتأكيد أمر إيجابي، لكننا نود أن نرى تحسنا في بقية المؤشرات، وأهمها مؤشر مدركات الفساد الذي تراجعت فيه الكويت بشكل حاد، ومؤشر جودة التعليم والصحة والبيئة وغيرها من المؤشرات، فالكويت تملك المادة والقدرة لتكون في مقدمة دول المنطقة في جميع المجالات، لكن سوء الإدارة والفساد أديا إلى تراجعها، لذلك يجب أن يكون هناك عمل جدي لمكافحة الفساد وتحسين مستوى الكويت في جميع المؤشرات... أما هذا المؤشر فلن نبخس حق من عمل على تحسينه، ونقول له «براڤو»... لكننا نريد المزيد.
تعليقات