#جريدة_الآن مبارك العبدالهادي: شوشرة: المخطط والتقسيم
زاوية الكتابكتب مبارك العبدالهادي سبتمبر 28, 2019, 10 م 512 مشاهدات 0
تتداخل الأمور في المنطقة في غليان يبدأ بسيناريو مختلف، وكأنها تعيش في بركان ثائر لا ينطفئ ولم يسلم من شرره أحد، خصوصا في ظل تكرار سيناريوهات مختلفة وتقسيمات جديدة ومعطيات تدار خلف الستار؛ لتنطلق معها الرصاصات الطائشة التي يروح ضحاياها من هم ليسوا في لعبة المخرج والمؤلف والسيناريست المجتمعين في شخص واحد، الذي يمنح أدوار البطولة للممثلين من دول عربية أو إسلامية لا موقف لها سوى تنفيذ الأجندة، فكلما تنفسنا الصعداء عرضت أفلام أكشن جديدة، خصوصا في ظل انتشار المطبلين والمتواطئين والمهرجين الذين فقدوا شخصيتهم وهيبتهم العربية والإسلامية ووضعوها تحت وسادتهم الوردية.
لا تزال الشام تئن ولا تزال فلسطين تحت رحمة الاستيطان، ولا يزال اليمن يدفع الفاتورة، في حين تجلس الشياطين التي افتعلت كل هذه الصراعات في برجها العاجي، والبشر يُقتلون ويشردون ويغربون، والملاجئ تكتظ بالأبرياء والأطفال، فهناك من يتلذذ بتعذيب المسلمين وقتلهم، وهناك من يتباهى بدفع الملايين لدعم من يعادي المسلمين.
ولا يزال فم الشيطان يفتح فوهة الاستيطان ويجرد الأرض من الخير ليعم الشر، كي ينعم شعبه ويتابع ويراقب ويصعد ويهاجم ويهدد، في المقابل هناك من يخنع ويطأطئ رأسه ويستقوي على غيره ويتحالف لقتل إخوانه، فمن وراء كل هذا الطغيان؟
نتساءل دائما ونحلل ونتباهى بأفكارنا ونشوه الحقائق ونزيفها وننشر الشائعات ويكثر الهرج والمرج، وشعوبنا تقتل والضحايا بازدياد ومخطط التقسيم مستمر، وما زلنا نتفاخر بقوتنا ووحدتنا، فتجد هناك من يجتمعون ليشاركوا اليهود فرحتهم وبهجتهم ويسعوا إلى دعمهم والاعتراف بدولتهم، في حين القدس تئن والاستيطان يتمدد والشهداء في فلسطين في ازدياد، ومؤتمرات دعم القضية مستمره لأننا نعيش في وهم حل القضية عبر كلام مللناه، وزهقت أرواحنا من المجاملات وعرض البطولات.
الشعوب العربية كلما انتفضت ضد الطغيان جاءها الرد بالضرب والحرمان في حين يسيطر اليهود ويجهزون لملحمة جديدة من الاضطهاد والعبث بأرواح الأبرياء، ولا يزال من يرددون أمجاد الماضي خالدين في نومهم العميق، ولا تزال أحلامهم الوردية تسطر صوراً من الأوهام.
متى ستستقر أمورنا ونتحد ونلغي خلافاتنا ونقضي على مخططاتهم، ونكسر الخوف، ونسيطر على الأفكار المسمومة التي زرعها المتآمرون على ديننا وعروبتنا؟! ومتى سنواجه مرتزقة إسرائيل؟ ومتى ستكون القدس عاصمة فلسطين باعتراف كل العالم؟ ومتى ستكون لهويتنا قيمة أمام دول الاستعمار والاستيطان؟
قد تكون الأجوبة صعبة أمام بعض الديدان، لكن العروبة ستنتفض يوماً ما بعد القضاء على أقزام إسرائيل والمتحالفين معها من بعض الدويلات التي تدّعي الدين في الظاهر وباطنها مليء بالتخاذل والخنوع لكل من يقتلون مسلما أو عربيا.
الشعوب ملت الاضطهاد الذي قادته مركبات الجيش التي تستعرض قوتها على أبنائها، وعجزت عن توجيه مدافعها إلى جهة الشيطان، وتتفاخر باستخدام أساليب البطش والعدوان ضد براءة الأحرار من الرجال والنساء.
سننتظر المخلصين الذين يقفون عادة في وجه الطواغيت ويدفعون ثمن عروبتهم وتمسكهم بدينهم ومبادئهم.
تعليقات