#جريدة_الآن نشأة المكتبات في الكويت بدأت بمخطوطة الشيخ مسيعيد العازمي

محليات وبرلمان

الآن - كونا 808 مشاهدات 0


ترجع نشأة المكتبات في الكویت إلى بدایة الاھتمام بالعلم وانتشار المدارس إذ كان رجال الكویت من المصلحین والمثقفین والشیوخ یفكرون دائما في كیفیة نشر العلم والمعرفة بین الناس لاسیما من خلال المكتبات.

 ومرت نشأة المكتبات في الكویت بمراحل كثیرة ومتنوعة قد تكون بدایتھا الفعلیة عام 1682 عندما قام مسیعید بن أحمد بن مساعد العازمي بنسخ أول مخطوطة وھي "موطأ الإمام مالك".

 في السیاق قالت أول أمینة مكتبة عامة للمرأة في الكویت الباحثة في التراث الكویتي عزیزة البسام لوكالة الأنباء الكویتیة (كونا) الیوم الخمیس إن تلك المخطوطة وغیرھا من المخطوطات القدیمة كانت تشكل نواة كل مكتبة في الكویت. 

وأضافت البسام أن أصحاب المكتبات والمفكرین والأدباء كانوا دائما یعبرون عن فخرھم باقتناء بعض المخطوطات والكتب القدیمة ومنھم من أصدر كتیبات تتضمن عناوین المقتنیات النادرة.

 وذكرت أن من أوائل المكتبات في الكویت مكتبة المدرسة المباركیة التي أسست في 22 دیسمبر عام 1911 لتشكل بدایة عھد جدید في مسیرة التعلیم النظامي في الكویت والتي لم تقتصر على التعلیم فقط بل مھدت لنھضة ثقافیة وفنیة انطلقت من مسرح المدرسة الذي اعتمد كلیا على المؤلفات والكتب.

 وأضافت أن مكتبة المدرسة المباركیة لم تبدأ مع نشأة المدرسة مباشرة لكنھا أنشئت عندما اھتمت إدارة المعارف بالكویت بتنظیم المكتبات فانبثقت ینابیع الثقافة من المدرسة المباركیة وازدھرت مكتبتھا. 

وأشارت البسام إلى مكتبة (الجمعیة الخیریة) التي أسست عام 1913 على ید فرحان فھد الخالد الخضیر مؤسس الجمعیة وأحد الرجال المصلحین في الكویت الذي استطاع أن یقنع الناس بالتبرع للمكتبة بكتب أو مخطوطات یملكونھا كما كان یكلف البعض شراء الكتب عند السفر الى مصر والعراق وسوریا ولبنان. 

وبینت أن مكتبة (المدرسة الأحمدیة) التي أسست عام 1921 كانت إحدى المكتبات الزاخرة بالكتب في الكویت خصوصا بعد نقل كتب مكتبة الجمعیة الخیریة الیھا فأصبحت تضم مجموعات من الكتب القیمة والنادرة التي طبع معظمھا في الھند ومطبعة (بولاق) في مصر. 

وأضافت البسام أن أفكار المثقفین والمفكرین والشعراء والأدباء ورجال العمل الخیري في الكویت تبلورت بإنشاء (المكتبة الاھلیة) العامة عام 1922 إذ التقوا في منزل الشیخ حافظ وھبھ لمناقشة فكرة المكتبة بعدھا استأجروا بیت علي عامر لیصبح المقر الرسمي للمكتبة التي افتتحت عام 1924 وعین عبدالله صالح العمران أول أمین مكتبة لھا. 

وقالت إن من أبرز المكتبات في الكویت قدیما مكتبة (النادي الأدبي) التي اسسھا رواد النادي عام 1924 لنشر الثقافة والفكر بین الناس إذ اھتم النادي بتكوین مكتبتھ من خلال تبرعات المحسنین والمتحمسین بكمیات من الكتب كما اشترك النادي بمجموعة من الصحف التي تصل الیھ من الدول العربیة المجاورة كالعراق والبحرین ومصر. 

وأكدت أن إنشاء مجلس المعارف كان لھ الفضل الكبیر في تأسیس مكتبة (دائرة المعارف) عام 1936 إذ تمت إقامة بناء للمكتبة في شارع الأمیر وحملت المكتبة اسما جدیدا ھو مكتبة (المعارف العامة) وعین محمد محمد صالح التركیت أول أمین للمكتبة التي أدت دورا كبیرا في إثراء الثقافة في البلاد لاسیما في مرحلة الأربعینیات. 

وفي كتابھا (نشأة المكتبات في الكویت) ذكرت الباحثة البسام أن من أبرز رواد نشأة وتنظیم المكتبات بالكویت قدیما كان الشیخ ناصر المبارك الصباح وھو أول من امتلك مكتبة ضخمة خاصة في الكویت احتوت على نحو ثلاثة آلاف كتاب وانتقلت ملكیتھا إلى الدولة بعد ذلك. 

وذكرت أیضا أن محمد أحمد الرویح یعد أول من استورد الكتب من الھند الى الكویت وقام ببیعھا الى الناس ثم استثمر حصیلة أموال البیع في افتتاح مكتبتھ الخاصة في سوق المباركیة المسقف عام 1920 وأطلق علیھا (المكتبة الوطنیة) وبعد توسع عملھ في بیع الكتب افتتح مكتبة اخرى عام 1923 في شارع الأمیر بالمباركیة.

 وبینت أن ھناك مراحل كثیرة مر بھا تاریخ المكتبات في البلاد حتى تحقق للكویت مكتبة وطنیة مركزیة قائمة على احدث أسالیب التكنولوجیا العلمیة والتي أسست بموجب المرسوم بقانون رقم 52 لسنة 1994 لتخدم مجالات نشر الثقافة والفنون والاداب في الكویت.

تعليقات

اكتب تعليقك