#جريدة_الآن زايد الزيد: «ظاهرة الجليب» تمثل كارثة ديموغرافية واقتصادية وأمنية على البلاد بكل ما تحمله الكلمة من معنى
زاوية الكتابكتب زايد الزيد سبتمبر 18, 2019, 11:45 م 830 مشاهدات 0
النهار
تمثل منطقة جليب الشيوخ التي تقع بقرب المرافق الحيوية المهمة في البلاد مثل جامعة الكويت الجديدة في الشدادية وكليات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتديب وستاد جابر ومطار الكويت الدولي، كارثة ديموغرافية واقتصادية وأمنية على البلاد بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
فمنطقة جليب الشيوخ وبسبب نظام تقسيم البيوت فيها إلى غرف صغيرة وتأجيرها للعزاب باتت تضم 320 ألف نسمة بحسب الإحصائيات الرسمية، وسط توقعات بازدياد هذا العدد نظراً لوجود الآلاف من غير حملة الإقامات يختبئون في هذه المنطقة ويستغلون التكدس العشوائي فيها والفوضى الأمنية للاختباء، وهذا العدد الكبير من السكان أدى إلى تحولها إلى قنبلة موقوتة.
وبسبب هذا الضغط السكاني فإن وزارة الكهرباء بحسب تصريحات المسؤولين فيها أخيراً، تخسر مليون دينار سنوياً نتيجة صيانة المصهرات والكيبلات في المنطقة، والتي تحترق وتنفجر بشكل مستمر بسبب نظام التأجير غير القانوني في المنطقة وزيادة الأحمال على البيت الواحد الذي يسكن فيه أكثر من 100 شخص!
وبحسب التصريحات أيضاً فإن 70% من عقود الصيانة التي توقعها وزارة الكهرباء سنوياً، تذهب إلى هذه المنطقة التي باتت موبوءة، إضافة إلى فوضى سرقة الكيبلات في هذه المنطقة من قبل العصابات وبيعها في السوق السوداء لقيمتها العالية.
إننا اليوم أمام ظاهرة يمكن لنا أن نسميها «ظاهرة الجليب»، وهي ما نعني بها وجود منطقة كان يسكنها مواطنون، وتقع في موقع ممتاز في قلب الدولة، فتتحول فجأة وفي غضون سنوات قليلة إلى منطقة عزاب يهجرها أهلها، وتمثل تهديداً للدولة وعلامة على الفوضى فيها.
وهذه الظاهرة، أي «ظاهرة الجليب»، باتت اليوم تزحف نحو مناطق جديدة تسكنها العائلات، بسبب ضعف نفوس بعض أصحاب العقارات الذين يطمعون في مضاعفة أرباحهم عبر التأجير للعزاب ما يسبب قلقاً لدى العائلات التي لا حول لها ولا قوة وتضطر بعدها للخروج من المنطقة وبيع البيت لسمسار عقارات آخر يقوم بتأجيره للعزاب أيضاً، وهكذا شيئاً فشيئاً تتدمر المناطق في البلاد ويزحف إليها العمال العزاب.
إننا لا نملك أي توجه أو نفسا عنصريا - والعياذ بالله - تجاه العزاب من العمال وغيرهم، لكن في كل دول العالم فإن هناك أحياء سكنية للعمالة وأحياء سكنية أخرى للعائلات، وتختلف هذه الأحياء في نوع الخدمات المقدمة وعددها وطريقة بناء البنية التحتية وهو أمر يعرفه مهندسو التخطيط جيداً.
أما في الكويت فإنه لا توجد مدينة واحدة كبيرة تكفي العمالة العازبة رغم أن عددهم يصل بحسب الإحصائيات الرسمية إلى مليون و100 ألف نسمة، لذلك فإن أساس «ظاهرة الجليب» التي باتت تزحف نحو الرابية والجهراء والفحاحيل والأندلس هي الحكومة التي لا تملك التخطيط الكافي والسليم لبناء مدن عمالة حقيقية كما هي الحال في كل دول العالم.
تعليقات