#جريدة_الآن وائل الحساوي: الكويت في وسط ميدان المعركة رضينا أم أبينا ولا شك أن الدور آتٍ علينا
زاوية الكتابكتب وائل الحساوي سبتمبر 18, 2019, 11:20 م 718 مشاهدات 0
الراي
عندما تمرُّ الصواريخ التي استخدمت لضرب مصافي النفط السعودية فوق الكويت، وعندما تحلّق طائرة مسيّرة فوق قصر أميرنا من دون أن نعلم مصدرها أو مصدر إطلاقها، فإننا لا نملك إلا أن نقول لقواتنا المسلحة: استعدوا!
نحن في وسط ميدان المعركة، رضينا أم أبينا، ولا شك أن الدور آتٍ علينا، ومن الابتلاء أن نقع بجانب نظام كاذب يفعل المنكرات ثم ينكر ويتنصل من أفعاله، وبراءة الأطفال في عينيه، هذه الصواريخ المسيّرة التي عطّلت أكثر من نصف إنتاج النفط السعودي لا يمكن أن يكون قد تم إطلاقها من الحوثيين في اليمن، على بعد آلاف الكيلو مترات من سواحل الخليج العربي، لتصيب أهدافها بهذه الدقة، وإيران التي تم خنقها بقوة من الولايات المتحدة لا يمكن أن تقف موقف المتفرج على ذلك الحصار الرهيب ضدها، ومن الطبيعي أن تسعى إلى تدمير إنتاج النفط السعودي بجميع الطرق الممكنة!
الولايات المتحدة - هي التي أعلنت بأن ايران هي التي تقف وراء الهجوم على السعودية، وحدّدت منطقة جنوب العراق كمركز لانطلاق الطائرات المسيرة، وقالت بأنها بصدد جمع الأدلة عن هذا الهجوم، من دون أن تحدد نوعية الرد المحتمل، جعلت العالم يتكهن بما هو الرد المحتمل، وهل سيكون ضربة عسكرية أميركية ضد إيران أم رداً قوياً قد يجر المنطقة إلى حرب شاملة، أم الاكتفاء بالتهديد، لا سيما وأن النظام الإيراني يعتقد أن ترامب يهتم بالمال لا بالحرب، ومن ثم طرده لمستشاره للأمن القومي جون بولتون الذي كان يحرضه على ضرب إيران، كما ألغى ضربة أميركية وشيكة على إيران في آخر لحظة رداً على إسقاط إيران طائرة أميركية مسيّرة؟!
ستظل منطقتنا تغلي في ظل ذلك التردد الأميركي، وسيظل قادة إيران يتشدقون بعدم اهتمامهم بالأميركيين أو بدء المحادثات معهم، وسنظل نطالب قواتنا المسلحة بالاستعداد لحرب لا ندري متى سنجر أرجلنا إليها!
أمثلة من الانتخابات النزيهة:
الانتخابات الحرة النزيهة في كل بلد تكشف توجهات الشعوب، ففي تونس أبعدت الانتخابات الرئاسية جميع قادة البلاد الرئيسيين أمثال عبدالفتاح مورو، ممثل حزب النهضة والمرزوقي - الرئيس الأسبق - ويوسف الشاهد - رئيس الوزراء - وغيرهم، واختارت اثنين بعيدين عن الواجهة، فهل يعتبر ذلك رفضاً لجميع الأحزاب والجماعات السياسية التي تناوبت على قيادة تونس خلال السنوات الماضية، أم أنها مرحلة جديدة في تونس، وردة فعل على فشل الحكومات المتعاقبة لحل مشكلة الفقر والبطالة؟!
أما الانتخابات الإسرائيلية فقد خيّبت أمل الـ«نتنياهو»، بكسب رضا الناخب الإسرائيلي عن طريق تقديم التنازلات على حساب الشعب الفلسطيني وتهديده بمصادرة ما تبقى من أرضه، ونحن في انتظار صدور الأحكام القضائية بحقه لتخلعه من الساحة السياسية، بعد عشر سنوات من البطشة الحديدية والتعنت!
تعليقات