سعود العصفور يكتب عن سجناء بدون وعراقيون منسيون في سجون الكويت

زاوية الكتاب

كتب 530 مشاهدات 0


سجناء منسيون»!أيهما أكبر جرماً، أن يتعاون مواطن مع قوات محتلة لبلاده أم مع قوات بلاده التي احتلت بلداً آخر يقيم هو فيه؟ من الطبيعي أن يكون الجواب هو أن من يتعاون مع قوات محتلة لبلده خائن، أما من يتعاون مع قوات بلاده فهو «محتل» مثله في ذلك مثل بقية الجنود الذين أتوا لاحتلال ذلك البلد. لذلك فجرم الخيانة لبلد تحت نار الاحتلال أعظم وأكبر وأقسى من جرم الاحتلال ذاته. هذا الجواب البدهي يجعلنا نتساءل عن مصير السجناء العراقيين والبدون الذين سجنوا جراء تعاونهم مع القوات العراقية الغازية للكويت ولايزالون يقبعون في غياهب السجون، في الوقت الذي أطلقت فيه السلطات في الكويت كل المساجين الكويتيين، فيما عدا أثنان لقضاياهم أبعاد سياسية نتفهم طبيعتها وحساسيتها. هذا العفو الذي شمل جميع المسجونين بقضايا ذات علاقة بمرحلة الغزو العراقي باختلاف جنسياتهم وقضاياهم ولم يستثن منه سوى هؤلاء السجناء، ومن غير المعروف حتى سبب استمرار حبسهم رغم طي الحكومة لكل صفحات ذلك الغزو الغاشم الذي أسمته بالغزو الصدامي بدلاً من العراقي كتأكيد على عدم مسؤولية الشعب العراقي عن جرائم ونزوات وكوارث الحكم الصدامي البائد. سجل الكويت في حقوق الإنسان، والذي يجب أن يشمل هؤلاء القابعين في السجن المركزي، يجب أن يكون محل اهتمام لنا كشعب أولاً و لحكومتنا التي تمثلنا ثانياً، ليس من أجل ألا نثير علينا دعاة هذه الحقوق ومنظماتها العالمية، ولكن لأننا بلد لم يقم إلا على احترام خيارات الإنسان وإنسانيته ولم يقم الحكم لدينا على أساس من البطش والطغيان والقهر، بل على أساس وتاريخ طويل من العدل والرحمة والتقدير. إن بقاء قضية هؤلاء «السجناء المنسيين» من دون حل، يمثل نقطة سوداء في سجلنا كمجتمع يثمن حق الإنسان في الحرية وفي سجل حكومتنا التي تسامت على كل جراحها من الغزو العراقي ومدت يد المساعدة إلى العراقي في شمال بلاده وحتى جنوبه وتناست العراقي ـ والبدون ـ الذي يقبع بين جدران سجنها المركزي ولم تشمله بجزء ولو يسير من ذلك «الكرم الكويتي»! هذه المشكلة الإنسانية ستبقى تؤرق تفكير كل من يحلم بوطن جميل وراق ترتفع فيه الهامات فوق الجراح، وتثبت للجميع أن هذا الوطن بأهله وحكومته يقدر حرية الإنسان ويصونها، بعيداً عن أي اعتبارات أو مصالح سياسية زائلة، وبعيداً عن أي ترسبات متبقية من جراء جرائم مجموعة كانت تقود العراق وذهبت إلى مزبلة التاريخ غير مأسوفٍ عليها.
الراي

تعليقات

اكتب تعليقك