#جريدة_الآن صالح الشايجي: كيف لـ «من لم يكن» وهو العراق «أن يملك ما هو كائن» أي الكويت!
زاوية الكتابكتب صالح الشايجي أغسطس 25, 2019, 10:45 م 767 مشاهدات 0
الأنباء
كيف يملك من لم يكن، ما هو كائن؟!
هذا ليس لغزا ولا هو أحجية أبدأ بها مقالي لأختبر ذكاء من يقرأ، ولكنه تساؤل حقيقي وواقعي وسآتي على شرحه.
وهذا هو الشرح. فـ «من لم يكن» هو العراق.
أما «ما هو كائن» فهي الكويت.
ساقني إلى ذلك ما قاله الرئيس العراقي الأسبق «عبدالرحمن عارف» الذي ورث شقيقه عبدالسلام في الحكم ليؤسس لنظام الجمهورية الورائية، وذلك في حديث تلفزيوني له شاهدته مؤخرا وفيه يتحدث عن علاقة العراق بالكويت أثناء حكمه الذي انتهى بالانقلاب عليه عام 1968، فالرجل بكل أمانة لم يذكر الكويت بسوء بل تحدث بكل جميلة عن زيارة أميرنا الراحل الشيخ صباح السالم للعراق.
وذكر مطالبات الكويت من العراق بتسوية موضوع الحدود بين البلدين، ولما سأله المذيع ولماذا لم تقوموا بتسوية موضوع الحدود؟ أجاب بقوله وكيف نقوم بتسوية موضوع الحدود والكويت جزء من العراق!!
وهنا أرجع لما بدأت به مقالتي هذه «كيف يملك من لم يكن، ما هو كائن»؟!
الكيان العراقي الحالي أو الدولة العراقية الحالية لم تر النور ولم تظهر إلى الوجود إلا عام1920 أي بعد تولي آل الصباح حكم الكويت بما يقارب القرنين، وهذا لا يعني بداية وجود الكويت والتي كانت موجودة وقائمة قبل ذلك.
فكيف لـ «من لم يكن» وهو العراق «أن يملك ما هو كائن» أي الكويت!
العراق قبل عام 1920 كانت عبارة عن ثلاث ولايات تركية أو محكومة من قبل الأتراك، ولم تكن دولة موحدة وليس لها من كيان سياسي مستقل، بينما الكويت على العكس من ذلك، كان لها كيانها السياسي المعروف والمستقل، بدليل أنها لم تخضع للأتراك كشأن العراق، ولما أحست ببعض المخاطر السياسية في أواخر القرن التاسع عشر قامت بتوقيع اتفاقية حماية مع بريطانيا العظمى.
إذن، لم تكن هناك أي صلة بين الكويت والعراق سوى العلاقات الإنسانية والأخوية، وكانت هناك استقلالية كاملة للكويت ولا شأن للعراق بها أبدا.
وكان جديرا برئيس العراق أن يدرك هذه الحقائق التي تتعلق ببلاد هو رئيسها وألا يكون حاله حال الدهماء والغوغاء من الدهماء الذين يسفون بالقول ويرددون كلاما لا يعون معانيه ولكنهم سمعوه مجرد سمع عابر وصاروا يرددونه كالببغاوات.
تعليقات