#جريدة_الآن حمد العصيدان: معبد السيخ.. فاهمين التسامح غلط!
زاوية الكتابكتب حمد العصيدان أغسطس 18, 2019, 10:58 م 1017 مشاهدات 0
الراي
تابعت خلال الأيام الماضية تداعيات ما كشفته جريدة «الراي» عن وجود معبد لأتباع ديانة السيخ الهندية في إحدى الحيازات الزراعية بمنطقة الصليبية، بتحركات الجهات المعنية في الامر، أو ردود الفعل على الخبر، سواء المطالبة في غالبيتها بإزالة ذلك المعبد، أو التي ترفض هذه الخطوة مدّعية أن الدولة المدنية تسمح بإقامة دور التعبد غير الإسلامية سواء للديانات السماوية أو الأرضية.
وبعيداً عن الدخول في سجالات «يجوز ولا يجوز» يجب مناقشة الأمر من جانبين قانوني وأمني، فكما نعلم أن أي مبنى أو محل تجاري أو غير تجاري يتطلب، وفق النظم المتبعة في الكويت، الحصول على ترخيص من الجهات المعنية، سواء أكانت وزارة التجارة والصناعة، أو البلدية، وصولاً إلى وزارة الداخلية، حتى يتم تصنيف هذا المحل والنشاط الذي سيمارس فيه، وهو عرف وقانون متبع ولا يختلف عليه اثنان، وكثيرا ما شاهدنا وتابعنا حملات كثيرة لإزالة التعديات على أملاك الدولة، أو إغلاق محلات بالشمع الأحمر لفتحها من دون ترخيص، وبالتالي فإن الترخيص ركن أساسي لفتح أي محل مهما كان نشاطه، ووفق هذا المنطق نخاطب المدافعين عن معبد السيخ والداعين لـ«لحرية العبادة» فنقول لهم هل أنشئ هذا المعبد بناء على ترخيص رسمي؟ ولن نكلفهم عناء البحث عن إجابة، ونجيبهم بأنه غير مرخص، بل هو استغلال لمكان بنشاط غير النشاط المرخص له، فالمكان قسيمة زراعية، خالفت القانون بتأجيرها إلى شركة خالفت بدورها وسمحت لعمالتها بإنشاء المعبد.
هذا من الناحية القانونية، أما من الناحية الأمنية، فمثل هذا التصرف يعتبر خرقاً أمنياًَ، بتجمعات كبيرة تجري في أماكن مغلقة بعيداً عن العيون، ما يحمل معه مخاطر أمنية كبيرة، في ظل ما تشهده الكويت من تعاظم ظاهرة العمالة الهامشية التي ترصد كل يوم عبر الصحف ومواقع التواصل، وبالتالي فإن وجود هذا المعبد وفق الأجواء التي يعيشها وتم الكشف عنها يعتبر خرقاً أمنياً يجب التنبه له، والتعامل معه على أنه تجمع غير مرخص يمثل تهديداً أمنياً، في ظل الحديث عن مواقع كثيرة على غراره تنتشر في البلاد.
ونعود لدعاة «حرية العبادة» ونقول لهم إن الكويت تحترم الديانات السماوية، وتحتضن البلاد عدداً من الكنائس تنتشر من الأحمدي حتى العاصمة، وهناك أكثر من نصف مليون مسيحي يمارسون عقائدهم وطقوسهم بحرية تامة، وتحت حماية أمنية يلاحظها الجميع في المناسبات الدينية الخاصة بهم، والكنائس مفتوحة على مدار اليوم تستقبل «المؤمنين» من أبناء الديانة المسيحية.
كما أن الديانة اليهودية لها كيانها ومرجعيتها كونها ديناً سماوياً، ولكن لأنه لا يوجد يهود في الكويت - بشكل معلن على الأقل - لذلك لا نجد لهم «كنيساً» على الأرض، وبالتالي فإن دعاة محاربة الأديان حجتهم داحضة وباطلة، أما عن قضية معبد السيخ، فهذه الديانة ليست سماوية وهي من «بدع» البشر التي أوجدت مئات الديانات، ولو فتح باب الترخيص لإنشاء معابد لأتباع الديانات المبتدعة، لأصبحت تلك المعابد تنافس مساجدنا في كثرتها لأتباع الديانات البوذية والهندوسية والبهائية والزرادشتية والكونفوشية والجاينية والشنتو، وغيرها من نحو 4000 ديانة تنتشر في العالم ولا سيما في آسيا، وبالتالي سيكون لكل منها - أو على الأقل للعشرات منها - أتباع في الكويت التي تضم رعايا أكثر من 100 دولة، فهل هذا التسامح الذي يسعى إليه العلمانيون من أبناء جلدتنا المنادون بالحرية الدينية؟!
تعليقات