#جريدة_الآن زايد الزيد: مباني جامعة الكويت قد يسيل لها لعاب المتنفذين ويحاولون السيطرة عليها كما تمت السيطرة على أراضٍ أخرى من أملاك الدولة بذل فيها الغالي والنفيس

زاوية الكتاب

كتب زايد الزيد 796 مشاهدات 0


النهار

تقوم جامعة الكويت هذه الأيام بعملية نقل كبيرة لأساتذتها ومعلميها وطلابها وطواقمها من مقراتها في مناطق الشويخ وكيفان والخالدية إلى مقرها الرئيس والموحد وهو مدينة صباح السالم الجامعة في منطقة الشدادية بعد معاناة امتدت لسنوات طويلة من البناء والتعثرات الإنشائية انتهت أخيراً بتسليم غالبية مرافقها لإدارة الجامعة لتقوم بتشغيلها واستقبال الطلاب فيها.

وسيخلّف انتقال جامعة الكويت إلى مقراتها الجديدة مدينة جامعية كاملة وفارغة في مدينة الشويخ وكليات كبيرة وواسعة ذات مختبرات ومرافق مهمة في كيفان والخالدية، وهو أمر قد يسيل له لعاب المتنفذين الذين يرون في الأراضي التي توجد عليها الجامعة وبالمرافق الضخمة التي بنيت عليها صيداً ثميناً سيحاولون السيطرة عليه بثمن بخس - كما تمت السيطرة على أراضٍ أخرى من أملاك الدولة - بذل فيها الغالي والنفيس.

وبما أن العملية التعليمية في الكويت تمر بصعوبات كبيرة جداً بسبب كثرة أعداد الطلاب واكتظاظ بعض الكليات في جامعة الكويت مثل كلية الشريعة وكلية الآداب وكلية التربية بعدد طلاب كبير جداً فإن الواجب على وزارة التعليم العالي أن تبادر بإنشاء جامعة حكومية جديدة تخفف الضغط على جامعة الكويت وتمد سوق العمل بكفاءات جديدة خصوصاً في ظل الحاجة الماسة لبعض التخصصات خصوصاً المتعلقة بالمجال الصحي والطبي.

وستوفر الجامعة الجديدة في حال إنشائها فرص عمل للأكاديميين الكويتيين والأساتذة ما يعني رفع عدد أفراد المجتمع الأكاديمي ومجتمع الدراسات العليا وهو سينعكس إيجاباً على حالة الوعي الثقافي والعلمي في البلاد.

وفي حقيقة الأمر لا يمكن لدولة كانت متطورة ورائدة مثل الكويت ألا تحتوي سوى على جامعة حكومية واحدة افتتحت في عام 1966 في وقت نرى فيه دول المنطقة التي استقلت عن المستعمر بعد سنوات من افتتاح جامعاتنا تملك عشرات الجامعات وفي كل التخصصات بل إن هناك جامعات غربية افتتحت فروعها لديها مثل السوربون في أبو ظبي وجورج تاون في قطر.

إن مطالبتنا بعد أكثر من 50 عاماً من افتتاح جامعتنا الحكومية الأولى والأخيرة في البلاد بافتتاح جامعة حكومية ثانية توضح لنا مقدار التردي الذي وصلنا له على جميع المستويات داخل الدولة وهو ما يستدعي وقفة جادة ليست من الحكومة والبرلمان فحسب، بل منا نحن المواطنون أيضاً.

تعليقات

اكتب تعليقك