#جريدة_الآن حنان الرومي: هل اختفى أبناء الوطن المخلصون أمام قوى الفساد والأنانية؟
زاوية الكتابكتب حنان بدر الرومي يوليو 29, 2019, 10:52 م 689 مشاهدات 0
الأنباء
يبدو أننا ألفنا سماع وقراءة كلمة الفساد في وطننا الجميل، ولكثرة ترددها لم تعد تحرك فينا مشاعر الرفض أو الغضب السابق بل اكتفينا ببعض مظاهر الامتعاض سواء الذاتي أو بالمشاركة مع الآخرين، وهناك من رفع راية الاستسلام، ولسان حاله يقول بيأس وماذا نفعل؟
ولأننا نسعى للتميز دائما، فسلطات الدولة والمعروفة عالميا دمجها نوابنا بمزاجهم الخاص، فلم تعد السلطات في الدولة تنقسم الى تشريعية وتنفيذية وقضائية بل تحولت في أحيان كثيرة وبقدرة قادر الى تشريعية، تشريعية قضائية، تشريعية تنفيذية لننفرد بصورة قاتمة اللون أكلت الأخضر واليابس.
المجلس البرلماني يمثل السلطة التشريعية المنتخبة من الشعب، وواقع الحال يحدثنا أن أغلب النواب خلعوا العباءة التشريعية والرقابية وسلكوا طريق الانحراف التشريعي، فالمصالح الانتخابية تأتي في الصدارة، فسمعنا عن فساد المنظومة التعليمية والصحية والأمن الداخلي والرشاوى والشهادات المزورة وتزوير الجنسية والترقيات البراشوتية وغيرها من الأمور التي تدمي القلب، وللنواب الأفاضل اليد الطولى في ذلك.
وظهر النواب المتسلقون الذين يسعون لقيادة الجماهير، وهم في الواقع يهابون الناس ويحرصون على تبني ثقافة وآراء قواعدهم الانتخابية، فلا يهم انتشار الغش مثلا في التعليم مادام أولياء الأمور مرتاحين من نتائج أبنائهم ولا يهم التوسط للمجرم وتهديد الوزير، ولا يهم إزاحة وزير شريف مخلص يعمل بجد لمصلحة البلد فقط، لأنه لم يوافق على مطالب هؤلاء النواب، ولا يهم التجنيس العشوائي والتزوير في الجنسية مادامت القاعدة الانتخابية ستكبر.
نواب التشريع لا يرغبون في تبني مشاريع اصلاحية حقيقية في أي مجال من مجالات النمو للبلد، ولكنهم يتميزون في التبني الشكلي الصوري من خلال التصريحات أو التهديدات التي سلكت حناجرهم بأصوات جهورية تجيد فن الزعيق والتهديد ومن دون خطط بديلة جيدة، لقد أضاعوا وضيعوا بوصلة الرؤية والتخطيط لوطن كان جميلا وساهموا في تراجع الأولويات وتضخيم سلطات السلطة التشريعية وإساءة استخدامها ومحاولة التدخل في عمل جميع جهات الدولة ولمصلحة الناخبين وتراجعت التشريعات التنموية أمام التكسب الانتخابي.
ان تمادي العديد من النواب المتزايد وعدم اهتمامهم بخدمة البلد عزز القبلية والطائفية والسرقات والرشاوى والتخريب ونهش ثروة البلاد، الأمر الذي يجعلنا نستفهم بصوت كويتي شعبي أين الإصلاحيون الذين لا يخشون في الحق لومة لائم، هل سيترك البلد لمن سيجرفه للمجهول، هل اختفى أبناء الوطن المخلصون أمام قوى الفساد والأنانية، ان مستقبل الجيل القادم أمانة في أعناق رجالات وأبناء البلد ..والله خير حافظا وهو نعم الوكيل.
تعليقات