#جريدة_الآن د. مناور الراجحي: لنبدأ بتفكيك تلك القنبلة الموقوتة التي تهدد أركان المجتمع الكويتي!

زاوية الكتاب

كتب مناور الراجحي 602 مشاهدات 0


الأنباء

تتوالى ردود الأفعال والرسائل منذ التغريدة الخاصة بقضية إخواننا البدون، ثم المقال وما تلاه من تصريحات للعديد من النواب والمسؤولين وعلى رأسهم رئيس مجلس الأمة، وهي تصريحات وتحركات وردود أفعال مقدرة للجميع ومن الجميع، ولكن ما نود الخروج منه هو التحرك الدائم كرد فعل مؤقت والعمل بالمسكنات والتعلق بالتصريحات الرنانة والشعارات دون التحرك الفعلي على أرض الواقع في القضايا المحورية المهمة بمجتمعنا الكويتي، فمراعاة الجانب الإنساني أمر في منتهى الأهمية، وهو ما وضع الكويت في مكانتها بالعمل الإنساني في المجتمع الدولي، ووضع أميرنا ووالدنا صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد قائدا وزعيما للإنسانية، ويبقى التحرك الفعال الآن في قضية البدون هو ما يؤكد هذا الدور الإنساني للكويت في العالم أجمع.

ومن جديد أعود لأؤكد أن التعنت في حل القضية والتأجيل والتسويف هو ما يجعلها قنبلة موقوتة تهدد تماسك المجتمع، وفي الوقت ذاته فإن عدم القبول بحلول وسط يجعلها مستعصية الحل، لذا فعلى الحكومة البدء في إجراءات فعلية تهون على إخواننا البدون وطأة صعوبات الحياة والمعيشة التي يتعرضون لها كل يوم، ومن ثم فإن الهوية والمسكن والمأوى والغذاء والعمل والأمن هي الاحتياجات الأساسية لكل إنسان، وبتوفيرها لإخواننا البدون فإننا نحقق طفرة تنعكس آثارها الإيجابية على كل المجتمع الكويتي من دون استثناء، وهذه الإجراءات - حتى لا يفهم البعض على وجه الخطأ - ليست لها علاقة بموضوع التجنيس، فكما ذكرت في المقال السابق أمر التجنيس واضح وحله بيد الحكومة التي تقول إن لديها الوثائق والمعلومات، لذلك وجب عليها إظهار هذه الوثائق، ومن تثبت أوراقه الثبوتية هويته الكويتية فهو كويتي ولا ريب في ذلك، ومن ليس لديه لا نتركه في مهب الريح، فهذا لا يجوز، فبعضهم قد نشأ وتربى وترعرع على هذه الأرض، قد يكون سوريا، لكنه لم ير سورية منذ عقود، أو لم يرها البتة، وقد يكون عراقيا أو أي جنسية أخرى، لكنه بعد كل هذه السنوات الطوال والعقود المتتالية لا يعرف له أرضا سوى هذه الأرض، ولا شعب غير هذا الشعب، ولا محبة إلا للكويت وحكامها وشعبها الأبي، فهل من الممكن توفير بعض الحقوق لهم كالتي يتم توفيرها لإخواننا المقيمين على أرض الكويت، ولم لا، فمن إخواننا البدون من خدم ويخدم هذا البلد، وأفنى شبابه له، ومع توفير هذه الضمانات لهم سترون منهم الكثير والكثير مما يسهم في عملية التنمية بالكويت، والحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها، لكن رجاء أن يكون هناك حل واقعي وفعلي على أرض الواقع.

لنبدأ بتفكيك تلك القنبلة الموقوتة التي تهدد أركان المجتمع الكويتي.

ابدؤوا بالحلول بدلا من الأقوال، وأحسنوا إلى الإنسان ليبقى هذا البلد الطيب في أمن وأمان.

تعليقات

اكتب تعليقك