#جريدة_الآن محمد العوضي: تشويه العمل الخيري الكويتي!
زاوية الكتابكتب محمد العوضي يوليو 28, 2019, 11:04 م 914 مشاهدات 0
الراي
من فضول القول التأكيد على أن العمل الخيري الكويتي، بمثابة الأيقونة المثالية والنموذج الأكثر نجاحاً وحضوراً في الضمير العالمي.
كما أن من البداهة الواقعية أنه ما من مؤسسة حكومية أو خاصة في أي قطاع وتخصص مهما كانت متألقة في إنجازاتها، إلا ولها عثرات وجوانب ضعف وبعض إخفاقات، وهذا كله من لوازم بشرية القائمين عليها.
ونؤكد دوماً على وجوب أن يفرق الناس بين (النقد) وبين (الاتهام)، فالأول طبيعي ومطلوب لتصحيح الخطأ وترشيد المسار واستكمال النواقص والتطوير بما يستوعب الجديد ويلحق بالواقع وتغيراته المتسارعة.
أما الثاني (الاتهام) فأصحابه لهم أغراض ورغبات مشبوهة، وينطلقون بدوافع التشويه مع سبق الإصرار والترصد، وهنا تبدأ لعبة خلط الأوراق بتضخيم الأخطاء - على افتراض وجودها - وبترها عن سياقها ثم الانتقال إلى أهداف مبيتة كالطعن في الرموز التي ما عُرف عنها إلا العطاء والتاريخ الناصع في العمل الخيري الداخلي والخارجي، وحظيت بثقة الدولة وتقدير المؤسسات الإنسانية والإغاثية العالمية، بل وحتى الارتياح السياسي الدولي لخلو العمل من أي توظيفات سياسية أو مصلحية.
نورد هذه الحقائق بعد إصدار الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بيانا، كشفت من خلاله أنها تقدمت بشكاوى إلى النائب العام ضد أصحاب حسابات إلكترونية مسيئة تروج الأكاذيب والافتراءات، وتقوم بحملة تشويه إعلامي بحق الهيئة والقائمين عليها، وأكد البيان الصحافي أن حملات التشويه الجديدة لم تقتصر على الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية، وإنما طالت كذلك بيت الزكاة الكويتي والأمانة العامة للأوقاف، ما يؤكد أن الغرض من هذه الحملة المسعورة حصر التشويه الإعلامي في نطاق عمل مؤسسات العمل الخيري الكويتي والقائمين عليها لأغراض - بالنسبة لنا - ما زالت مجهولة، وحسناً فعلت الهيئة في التقدم بشكوى إلى النائب العام، لأن الموضوع خرج من النقد إلى الاتهام وحتى توضع الأمور في نصابها الصحيح ولا ينساق الظالمون في غيّهم.
بفضل الله فإن الشعب الكويتي مُحصن تماماً ضد السموم، التي يبثها البعض في محاولة لمحاربة وتشويه العمل الخيري الكويتي، الذي له من الرصيد التاريخي والسمعة الدولية والأثر الواقعي والحصانة القانونية والشفافية في التعاطي مع تفاصيل سير العمليات المالية، وإجراءاتها المعلنة والمنضبطة، والترتيبات مع الخارجية الكويتية، وأمانة وخبرة رجالها القائمين عليها، إلى غير ذلك مما تعرفه الدولة قبل غيرها، ما يؤكد أن عملية التشويه والتشكيك والاتهام والانتقاص لها غايات وأهداف لا يمكنها بحال أن تكون نابعة من رؤية أهل الكويت لهذا العمل العظيم، وللحق فإن كل هذه الدقة تجعل عملية التهويل في التشويه تتبخر ولله الحمد، بل تدعونا لإبراز الوجوه المشرقة المتزايدة في أيقونة العمل الخيري الكويتي المشرف، وأحد مفاخر هذا البلد المعطاء.
تعليقات