#جريدة_الآن زايد الزيد: عُمان.. سلطنة السلام والتنوع

زاوية الكتاب

كتب زايد الزيد 843 مشاهدات 0


النهار

تحتفل سلطنة عمان اليوم بالذكرى الـ49 ليوم النهضة المباركة التي بدأت في الـ23 من يوليو عام 1970 وهو يوم له مكانة غالية ونفيسة عند الشعب العماني بسبب مشروع النهضة الذي أطلقه جلالة السلطان قابوس بن سعيد والذي حوّل عمان إلى دولة حديثة وقوة سياسية واقتصادية فاعلة في المنطقة العربية والعالم.

وبدأ مشروع النهضة العمانية ساعة صعود السلطان قابوس إلى سدة الحكم، حيث بدأ بإرساء قواعد الدولة الحديثة ووضع الخطط التنموية التي حولت عمان إلى دولة عصرية متطورة، ولا شك أن التحديات في عمان تختلف عن التحديات في بقية دول الخليج من ناحية تأسيس البنية التحتية وشق الطرق وذلك بسبب طبيعة الجغرافيا الوعرة وسلاسل الجبال الشاهقة واتساع البلد، لكن إخلاص الشعب العماني ومثابرته وروح التحدي والأمل التي بثها السلطان قابوس فيهم أدت إلى قيام المعجزات بحق، وتحويل كل هذه التحديات الجغرافية إلى مصدر للقوة وللتنوع الاقتصادي والثقافي.

ولم تقف الأمور عند تأسيس البنية التحتية للدولة فحسب، بل امتدت إلى تنويع الدخل المحلي بحسب رؤية السلطان قابوس فنتج عن ذلك تحول عمان إلى وجهة سياحية مثيرة للإعجاب يتقاطر الناس لها من كل حدب وصوب في أجواء متسامحة دينياً وثقافياً، حيث ان عمان تحفل بالتنوع الديني والمذهبي، لكن من دون صراعات وحزازات، بل إنها اليوم في الإعلام العربي والعالمي مضرب المثل في التسامح الديني والهوياتي.

كل هذا التقدم والتطور في السياسة الداخلية يأتي بالتوازي مع عمل مذهل في السياسة الخارجية، حيث تبنت سلطنة عمان نهج الحياد في التعامل مع الأزمات التي تحيط بالمنطقة مع التأكيد على الوقوف مع الحق في القضايا الأخلاقية الفاصلة كما حدث من وقوفها التاريخي مع الكويت أثناء تعرضها لغزو بربري ووحشي من نظام الرئيس البائد صدام حسين.

لقد اكتسبت عمان خارجياً بفضل السلطان قابوس مكانة رفيعة بين القوى العظمى بسبب سياسة الحياد ومحاولتها رأب الصداع في أكثر من صراع عالمي لعل أهمها محاولتها التاريخية في الاتفاق النووي الغربي مع إيران والذي جعل السلطان قابوس يدخل التاريخ كرجل صانع للسلام.

إن كلمة الحق تحتم علينا القول إن السلطان قابوس يعد اليوم من الحكام التاريخيين الذين تستذكرهم شعوبهم بالخير والذين حكموا لفترات طويلة وكانت فتراتهم عامرة بالرخاء والسعادة والتقدم لشعوبهم، وهناك قاعدة تاريخية تقول ان المحبة التي يحظى بها الحاكم من شعبه والاحترام الذي يحظى به من أقرانه هو أكبر تكريم له، وهذا كله متوفر في شخص صانع «النهضة العمانية» قابوس بن سعيد.

تعليقات

اكتب تعليقك