#جريدة_الآن عادل بهبهاني : جرائم تزوير الجناسي مستمرة.. لم تنتهِ بعد!
زاوية الكتابكتب عادل بهبهاني يوليو 20, 2019, 11:50 م 787 مشاهدات 0
القبس
ذكرت وسائل إعلام كويتية أن محكمة التمييز في البلاد، وفي حكم مهم لها، أرست مبدأ قانونيا جديدا في الجرائم ذات العلاقة بتزوير الجنسية، وأكدت أن هذه الجرائم «لا تسقط بالتقادم»، وبالتالي فإن المحاكم الأخرى ستهتدي بهذا الحكم النهائي!
نحن من جهتنا، لا نعتقد أن الحكم المشار إليه ذهب إلى هذا الحد الذي ذهبوا إليه، وإنما أكد هذا الحكم في حيثياته أن ثمة فرقاً بين الجريمة الوقتية والجريمة المستمرة، وأن لهذا الفرق أثرا على بداية سريان مدة التقادم.
فالجريمة الوقتية هي التي تقع وتنتهي بمجرد إتيان الفعل، كالسرقة والقتل، ويبدأ سريان مدة التقادم فيها من وقت ارتكابها؛ أما الجريمة المستمرة فهي تلك الجرائم التي يتكون السلوك الاجرامي من حالة تحتمل بطبيعتها الاستمرار، كجريمة حمل السلاح من دون رخصة، أو استعمال محررات مزورة، ويبدأ سريان مدة التقادم فيها من اليوم الثاني لانتهائها.
ومن المقرر وفقاً لما تواترت عليه أحكام القضاء، أن جريمة تزوير المحررات الرسمية بطبيعتها جريمة وقتية تقع وتنتهي بمجرد وقوع التزوير في محرر بإحدى الطرق المنصوص عليها في القانون، فيبدأ سريان مدة التقادم فيها منذ وقوعها، بينما جريمة استعمال المحرر المزور جريمة مستمرة، تبدأ بتقديم الورقة والتمسك بها، وتبقى مستمرة ما بقي مقدمها متمسكاً بها، ولا يبدأ سريان مدة التقادم فيها إلا من تاريخ الكف عن التمسك بها أو التنازل عنها.
وهذا يعني أن محكمة التمييز الكويتية لم ترسِ مبدأ قانونيا جديدا في الجرائم ذات العلاقة بتزوير الجنسية، وإنما هي طبقت صحيح قواعد القانون على الوقائع المطروحة أمامها.
فقررت في حكمها أنه «لا تبدأ مدة التقادم ما دام المتهم مصراً على استخدام جنسيته الكويتية المزورة في الظهور بمظهره على خلاف الحقيقة بأنه كويتي الجنسية، وقيامه باستخراج بطاقته المدنية ورخصة سوق، والتقدم بطلب التعيين بوظيفة واستخراج قرض وجواز سفر على أساس أنه كويتي الجنسية..».
ولطالما نحن في واقع الحال أمام جريمة مستمرة، فإنها تظل قائمة ما بقيت حالة الاستمرار التي تنشئها إرادة المتهم، ويظل المتهم مرتكباً للجريمة في كل وقت، وتظل جريمته تحت طائلة العقاب ما دامت حالة الاستمرار قائمة.
ولذلك عوقب المتهمون في هذه الدعوى، ليس لأن جرائم تزوير الجنسية «لا تقادم فيها»، وإنما لأنهم ارتكبوا جريمة مستمرة لم تنته بعد! اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد.
تعليقات