#جريدة_الآن بدر خالد البحر : إلى الصندوق الوطني ساعدوا المبادرين بدخول مساهمين

زاوية الكتاب

كتب بدر خالد البحر 763 مشاهدات 0





القبس
في الثمانينيات والتسعينيات، قبل وبعد تخلص الهيئة العامة للاستثمار من مساهماتها بأغلب شركات الاستثمار آنذاك، كانت هناك استثمارات بصناديق ما يسمى «فنجر كابيتال»، بالعربي صناديق «رأس المال المغامر» ولها ترجمات عدة تدور حول هذا المعنى، وكان أعضاء لجان الاستثمار الذين يسافرون لحضور الاجتماعات، لندن وفرنسا وأميركا، في الغالب هم أعضاء مجلس ادارة شركة الاستثمار نفسها وبعض كبار المديرين. كنا نراهم يسافرون أحياناً لأسابيع لحضور تلك اللجان، وفي مرة صار اجتماع لجنة الاستثمار في الكويت، فحضرنا الاجتماع الذي لم يأخذ سوى ساعة، قضينا منها ثلاثة أرباع الساعة «غشمرة» وضحك، ثم انتهى الاجتماع، ليتضح لنا السبب وراء تفليسة كثير من المشاريع داخل تلك الصناديق، فالجماعة أكثر سفراتهم راحة واستجمام وملحقاته.
لقد قرأنا ما نشرته القبس الأسبوع الماضي حول آلية أعلن عنها الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة لإنقاذ «مفلسي» المشاريع الصغيرة، وكانت تدور حول إعادة هيكلة المشروع أو تمديد فترة سداد المديونية أو السماح بالاقتراض من البنوك المحلية، ورأينا أن هناك آليات أخرى، عاصرناها وعملنا بها في تلك الفترة وتعتبر من صلب عمل تلك المشاريع الصغيرة، وهي طرح مساهمات في زيادة رأسمالها مرة ومرتين وأكثر، حتى تنمو الشركة وتخرج من تعثرها ومحدودية رأس مالها، فبعضها يتدرج بطرح زيادة رأسمالها تزامنا مع مراحل موافقة «إف دي إيه» إن كان مشروعاً طبياً، أو يتدرج بالطرح حسب تطور المشروع. بمعنى آخر لا يمكن حصر المشاريع الصغيرة في قيود الصندوق الوطني وكأنها وصي على قاصر، بل يجب إطلاق العنان بعد ثلاث سنوات لصاحب المشروع ليأتي بهيكلة مالية أكثر تعقيداً ورفع رأسماله ودخول مساهمين محليين وأجانب. وإذا سمح لنا أن نحلم أكثر، فيجب أن نسهل له الهدف الأسمى بالإدراج في البورصة، وإقناع هيئة أسواق المال لخلق سوق ثانوية لإدراج تلك الشركات الصغيرة، مع فترات «لوك أب» لا تسمح بالتداول إلا بضوابط وبعد فترات محددة.
إن قصص النجاح لأغنى أشخاص بالعالم كلها تدور حول هذا المفهوم، فعندما تتعثر مشاريعهم لم يكن هناك «صندوق وطني» كالشرطي يكبلهم حتى يستعيدوا نشاطهم، فستيف جوبز صاحب ايقونة «أبل» الذي كان حلمه صُنع كمبيوتر شخصي وتعثر ولم يكن يملك ما يكفي، فصنع كمبيوترا واحدا وباع منه ستمئة قطعة فقط، فجذب له رئيس شركة أنتل الضخمة فساهمت معه وانطلقت بعدها مسيرته بالنجاح.
لقد تصفحنا قانون الصندوق الوطني 2013/98 الذي أعد بشكل جيد ليكون حاضنة رائعة توفر كل أشكال الدعم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، ومن غير إبداء تحفظنا على بعض جوانب الصندوق فنياً وإدارياً، فإننا ننصح الإخوة القائمين عليه والمشرعين ان يجروا تعديلاً على بنوده يسمح لأصحاب تلك المشاريع بعد ثلاث سنوات بطرح زيادات متعددة لرأس المال تمكنهم من الحصول على شركاء يساعدونهم على النمو ويقيلون عثراتهم، ليخرجوا من وصاية الصندوق الوطني عن طريق ما يسمى الـ«جوينت فنجر» أو دخول مساهمين.
***
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.

تعليقات

اكتب تعليقك