#جريدة_الآن ‫عبدالهادي الصالح‬⁩ : كله من أميركا!

زاوية الكتاب

كتب د. عبدالهادي الصالح 804 مشاهدات 0




تخيل لو أن بينك وبين مقاول ما عقدا ملزما وفي نصف الطريق ينسحب من العقد، ثم يعمل لمنعك قهرا من استكمال العمل بل ويحاصرك ويهددك وينغص عليك عيشة عيالك! كم هو لئيم هذا المقاول، يعني «فوق شينه، قوات عينه !» كما يقول المثل الكويتي.
تخيل لو عندك بضاعة مشروعة على لنج (مركب بحري) يسير في أمان الله في البحر الإقليمي، ثم تأتي قوة من دولة كبيرة وتستولي على اللنج، ثم تسلمه لدولة ثانية صغيرة التي يصدر قضاؤها فورا حكما بحجز اللنج ومن عليها، لشبهة غير مؤكدة!
القضية ليست حبا وموالاة وتأييدا لإيران، وكرها وبغضا ومعاداة لأميركا وبريطانيا ودولة جبل طارق، أو بالعكس، بل القضية منطق وعقل واحترام العهود والمواثيق الدولية، تحت تأييد وحماية أميركا، التي تنقض الآن غزل اتفاق لوزان النووي الذي استهلك مفوضات ماراثونية شاقة طويلة بين إيران والدول الست (الصين، روسيا، فرنسا، ألمانيا وبريطانيا)، بالإضافة إلى أميركا نفسها، من أجل التوصل إلى تسوية شاملة تضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، وإلغاء جميع العقوبات على إيران بشكل تام، لتنتهي المفوضات في 2 أبريل 2015 إلى بيان مشترك يتضمن تفاهما وحلولا لا غالب فيها ولا مغلوب.
وتنفس العالم الصعداء في وقتها، لتعيده أميركا ترامب بانسحابها إلى المربع الأول من التوتر!

تعليقات

اكتب تعليقك