#جريدة_الآن "السدرة".... شجرة مباركة غرسها الكويتيون في بيوتهم لفوائدها الجمة

محليات وبرلمان

الآن - كونا 485 مشاهدات 0



لم تخل البيوت الكويتية قديما من شجرة (السدر) إذ حرص الكويتيون على غرسها في بيوتهم والعناية بها لما لها من منزلة كبيرة في الدين الإسلامي فضلا عن فوائدها الجمة لأوراقها وثمارها (النبق أو الكنار).
وتنتمي هذه الشجرة المباركة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم أربع مرات إلى فصيلة النباتات الفصلية النبقية التي تضم 58 جنسا وتتميز بتحملها للظروف البيئية القاسية.
وتحظى الشجرة التي تجود زراعتها في الأراضي الرملية أو الصفراء بنوع من التقدير في الثقافة المجتمعية العربية إذ كانت مقصدا للشعراء والعلماء للاستظلال بها أثناء مناقشة مختلف الموضوعات العلمية والفقهية.
وحول هذا الموضوع قال الباحث في التراث الكويتي صالح المذن لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس إن (السدرة) شجرة متفرعة الأغصان يصل ارتفاعها إلى نحو خمسة أمتار وتتميز بظلها الوارف والبارد نتيجة كثافة أوراقها وأغصانها.
وأضاف المذن أن أشجار السدر ذات الجذور الضاربة في الأعماق تصلح للزراعة في كل أنواع الأراضي شريطة عدم ارتفاع منسوب المياه فيها موضحا أنها تتحمل الظروف البيئية القاسية وتنمو خصوصا في المناطق الحارة والمعتدلة لكنها تحتاج إلى شتاء دافئ إذ لا تتحمل درجات الحرارة المنخفضة.
وأفاد بأن أشهر الأماكن التي كانت تزرع فيها شجرة السدرة في الكويت قديما هي (الصبيحية والفنطاس وأبو حليفة والفحيحيل والجهراء) مبينا أنه كان يطلق على بعض الأماكن التي توجد فيها ب(أم سديرة) بقصد الاستدلال عند وصف الطريق للآخرين.
وذكر أن لشجرة السدرة فوائد كثيرة ومتعددة إذ كان يلجأ الناس إلى غلي أوراقها وشرب منقوعها للتخلص من الديدان المعوية وتنقية الدم وطرد البلغم أو طحنها وخلطها مع المياه لتجبير كسور العظام وتنقية البشرة.
ولفت إلى أن أوراق (السدر) كانت تستخدم كذلك في تنظيف فروة الرأس وتعقيمها في حين استخدم منقوع اللحاء الخارجي للشجرة في التخلص من الإمساك المعوي وكمحفز ومنشط لانقباضات الأمعاء والقولون.
وقال المذن إن أزهار شجر السدر المنتمية إلى جنس الزفيزف النباتي كانت ولا تزال مفضلة لدى النحل لاسيما في المناطق الصحراوية والجبلية للتغذية على رحيقها وإنتاج عسل السدر ذي القيمة الغذائية العالية ويعد من أغلى أنواع العسل البري.
وأشار إلى أن أوراق شجرة السدرة كانت تستخدم قديما في غسل الموتى لما لها من رائحة طيبة كما كانت تستخدم علفا للدواجن والأغنام في حين استخدمت أغصانها بغرض إيقاد النيران بقصد التدفئة شتاء.

تعليقات

اكتب تعليقك