#جريدة_الآن محمد الوشيحي: الله يعز العربان وزعماءهم.. الحفلة عندهم ترج الأرض رجاً
زاوية الكتابكتب محمد الوشيحي يوليو 15, 2019, 10:14 م 1072 مشاهدات 0
الجريدة
لم أكن أتخيل فرنسا بهذا البؤس وهذه الحالة الكسيفة. ولم أكن أتخيل الاتحاد الأوروبي، بعظمة تاريخه، بهذه "الغلبنة"، والحال التي تصعب على الكافر. كنت أظن أن هذه الدول على وشك الانطلاق إلى كواكب أخرى، بعدما سيطرت على كوكب الأرض، فتبين لي أنهم في حال لا تفرق كثيراً عن حال الأرملة أم الأيتام، وهي تدور بين الوزارات والدوائر الحكومية في بلد عربي لإنجاز معاملاتها.
الموضوع طلع كله إعلام في إعلام، وبروباغاندا في بروباغاندا، فلا فرنسا عظيمة، ولا الاتحاد الأوروبي له وزن، ولا الرئيس الفرنسي ماكرون يسوى نكلة.
ظهرت الأمور وبانت للناس أجمعين. ومن شاهد العرض العسكري الاحتفالي، الذي أقامته فرنسا في شارع الشانزليزيه، سيفهم كلامي ومقصدي، بعد أن اكتشف بساطة الاستعراض، الذي يمكن أن تقوم إحدى مدارس منطقة الأحمدي التعليمية بأفضل منه وأفخم وأكثر هيبة.
يا عزيزي لو رأيت كراسي زعماء أوروبا البلاستيكية لتبرعت لهم بما تجود به نفسك، مع توصية "ادعوا للوالدة بالرحمة". يبدو أنهم اشتروها من سوق الجمعة في فرنسا، أو سوق الأحد. ولو رأيت فعاليات الاحتفال لمسحت على رؤوس الفرنسيين لتعزّيهم في ضعفهم الذي يصعب على هتلر.
ثم إنه لم يكن هناك رقص بالأسلحة، ولا طائرات تحلق بصور ماكرون، ولا أغان وطنية تعدد إنجازاته. يبدو أنه لم ينجز شيئاً في حياته، كما فعل ويفعل زعماؤنا العرب، حفظهم الله. وتعال معي نراجع فاتورة حساب هذا الاحتفال الباهت التعيس. ستجد أنها لا تتجاوز "نثريات" إدارة صغيرة في وزارة صغيرة.
الله يعز العربان وزعماءهم. الحفلة عندهم ترج الأرض رجاً، وتزعزع المياه الجوفية. وكراسي الضيوف والمضيف تبهر عروش الكياسرة والقياصرة. وإنجازات المضيف تحتاج إلى ثلاثة أيام بلياليها لتعدادها، لكنهم، ومن باب التواضع والخوف من عين الحاسد، لا يذكرون إلا أربعين إنجازاً.
صدقوني... فرنسا، ومن خلفها الاتحاد الأوروبي مجرد لا شيء. والدليل أن الغلبان ماكرون مطالب بعرض مصاريف "الاستقبال" على الجهات الرقابية في بلده. مسكين.
تعليقات