#جريدة_الآن يوسف عبدالرحمن: جمرة القيظ.. شوتنا!
زاوية الكتابكتب يوسف عبد الرحمن يوليو 11, 2019, 11:04 م 715 مشاهدات 0
الأنباء
يا رب جنبنا حرارة لظى جهنم.
أهل الكويت والسعودية وبغداد والبصرة والإمارات وقطر والبحرين يعيشون هذه الأيام ما يسمى جمرة القيظ، حيث ترتفع درجة الحرارة ما فوق 50 درجة مئوية وهي موجة حر شديدة تضرب دول الخليج والجزيرة وسط أجواء مناخية مرتبطة بالتأكيد بخلل في طبقة الأوزون!
طبعا بلاد الشام خارج الحسبة، تأتي لهم موجة حر بس مثلنا لا (أبد ما يصير)!
جمرة القيظ فترة انتقالية مدتها 52 يوما تبدأ منتصف شهر يوليو وتستمر حتى نهاية شهر أغسطس ويقسم الفلكيون موسمها الى ثلاث مراحل (الجوزاء ـ المرزم ـ الكلبين).
طبعا أهل الديرة الكرام هذه الأيام لا يستخدمون (الأفران) وإنما صفائح حديدية مباشرة تحت الشمس ليطبخوا الهمبورغر والبيض والأكلات الخفيفة!
وفي المشروبات يمكن عمل الشاي، فقط ضع (قوريك) على أقرب شارع (محفر) من شوارعنا يستوي على كيف كيفك!
أعتقد لو ترك للناس خاصة الرجال حرية اللباس لداوموا في (فنايل وصراويل المكسر) بس!
أنا عزيزي القارئ أريدك أن تستغل هذا الشهر الحار وما يليه في كسب الأجر.
وتقول لي بالله.. كيف؟
اعلم أن في كل كبد رطبة أجرا.. وعليه أدعوك الى المبادرة الإيجابية بسقي الماء للطيور والحمام والحيوانات السائبة بوضع (قص) ماء لها في الأماكن العامة والفضاءات المفتوحة وفي بيتك أمام منزلك، في بلكونتك أو حتى شباك شقتك!
وبوضعك الماء في أوان خشبية او بلاستيكية يمكن ان يعطيك (الأجر) من رب العالمين لأن سقي الماء من أفضل وأعظم الصدقات الجارية!
صيفنا يشوي ما يرحم، ولهذا أقولها لك صريحة (ارحم تُرحم)!
الإنسان بقوته وجبروته لا يتحمل درجات الحرارة العالية، فما بالك بالطير؟!.. والله يكون في عون من يتعرض لشمسنا!
وهذه فرصة لنوجه النداء للشركات بوضع خطط بديلة للعمال خلال فترة الظهيرة بعدم تشغيل العمال تحت هذه الشمس اللاهبة!
وهذا ينطبق على عمال المزارع الكويتية في العبدلي والوفرة وهم بالآلاف!
إنني أتوجه لكل حر وحرة في الكويت انتبهوا الى الطبقات المعدمة من الشقيانين التعبانين اللي مهنهم بره التكييف وحتى العمالة المنزلية بتكليف الخادم أو السائق بغسل السيارة إما صباحا مبكرا أو مساء متأخرا!
من أجمل ما قرأت وقف الملك عبدالعزيز لسقيا الماء في جميع أرجاء المملكة وهذا والله يعزز قيم الإسلام الخالدة بالتراحم والتكافل بالمجتمع، تذكرون قصة المرأة التي دخلت الجنة بسبب سقايتها للكلب الذي اشتد به العطش (هي) والله أنموذج يحتذى اليوم في (الكبد الرطبة).
وهناك حديث عن أبي ذر الغفاري: (بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش... إلخ).
٭ ومضة: أهلنا السابقون كانوا يقولون لنا (جمرة القيظ) هي طباخ اللون!
بمعنى بدء تلون التمور لتنضج عند اشتداد الحرارة، ومع هذا الارتفاع تخرج الضبان والعقارب والأفاعي والثعابين من جحورها للظل ونضوج النخيل.
٭ آخر الكلام: نحن شعب (نهايل) أي نذهب بعيدا عن الكويت في عز حرها، نسافر ولكن أبدا لا ننسى أننا (أبناء هذه الشمس)، تحمل أجدادنا وآباؤنا نارها القاسية من أجل لقمة العيش، ولهذا تجد الشعب الكويتي الكريم من (أرحم) شعوب العالم، يرحم الفقير والمحتاج ويرحم الطير والحيوان، وأقل ما يقدمه أي كويتي هو (قص الماء) تحت لهيب الحر!
٭ زبدة الحچي: قرائي الكرام في كل مكان عليكم بوضع (تبريد الأكباد) في جدول أولوياتكم لأن إطفاء حرارة الظمآن بالماء للإنسان والحيوان من أعظم القربات الى الله عز وجل وهذه الأعمال (الباردة) تقودك الى الجنة إن شاء الله!
شكرا لشركة المواصلات التي وضعت أكشاكا لرواد الباصات ويا ليت تضع لهم مراوح الماء التي تلطف الجو وتخفف درجات الحرارة وإلزام كل شركات المواصلات بهذا المشروع الإنساني والأفضل إقامة محطات مكيفة!
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «إنما يرحم الله من عباده الرحماء».
وقالها في أكثر من موضع: من لا يَرحم لا يُرحم!
أيها الإنسان، هنا في الكويت وفي خارجها.. تذكر هذه الأبيات الشعرية:
كن إله النضار انك عندي
لست شيئا ما لم تكن إنسانا
أشبع العقل حكمة واختبارا
واملأ القلب رحمة وحنانا
ولك الأرض والسماء وهل يُدْعى
فقـــيرا مــن يمــلــك الأكــوانــا
شكرا.. لكل كويتي يوزع الماء على العمال أو يسبّل عربات البرد.. ليبرد على الناس.. الله وحده يأجرك!
نعم.. حر شديد كالتنور ولكننا لا نقل (حرارة) عن حب بلدنا الكويت، فاللهم احفظنا واحفظ الكويت بمواطنيها ووافديها.. تبقى عروس الخليج الحارة!
في أمان الله.
تعليقات