#جريدة_الآن جاسم محمد التنيب: أصبحنا «أغراباً» في أراضينا.. ومجتمعاتنا الخليجية في خطر كبير
زاوية الكتابكتب جاسم التنيب يوليو 2, 2019, 10:45 م 573 مشاهدات 0
الأنباء
المجتمعات الخليجية منذ نشأتها وهي كيان واحد، ولُحمة واحدة، الخير الذي يأتي لأحدها يفرح به الآخرون، والخطر الذي يتهدد أحدها يشعر به الآخرون، فنحن - ولله الحمد - نعيش في رغد من العيش منذ سنوات عديدة، متقاربين، متحابين، تجمعنا العادات والتقاليد وتضمنا وتحمينا العقيدة والدين، وتحتوينا المصاهرة والنسب.
إلا أن مجتمعاتنا الخليجية منذ فترة وهي في خطر كبير بسبب الانتهاكات الخارجية والداخلية التي تعصف بها، فهناك كثيرون يتربصون بها وبخيراتها تربص الذئب للشاة، وللأسف تمكنوا من السيطرة على العديد من المواقف الخليجية.
لذلك كانت كلمات الشاعر الكبير عبداللطيف البناي، ولحن أنور عبدالله، في مسلسل الغرباء الذي عرض عام 1984 تحكي الأوضاع التي أصبحنا فيها، التي تقول:
كانت مدينتنا ذهب ذهب ذهب.. والناس للناس
كان الكرم ويا الوفى دايم ما بين الناس
وكان الصاحب لما ينادي وينتخي، يلقى حواليه الأهل والكل صخي
زمان يا أحلى زمان
من يوم ما حكم الغريب ااه الغريب
غير موازين البشر والشر على الأرض انتشر
آآه بجت المدينه آآه... والأرض الحزينه
لا الدنيا اهي الدنيا
ولا الاصحاب هم الاصحاب
وعقب الوفى والعز عشنا كما الاغراب
اغراب بين اهالينا... اغراب في اراضينا
هذا هو حالنا اليوم فعلا، بعد أن أصبحنا في تشتت وفُرقة، وأضحت الكراهية والبغضاء تتسلل بين نفوسنا كخليجيين فملأت القلوب.
أصبحنا أغرابا بين أهالينا، وأغرابا في أراضينا، وبات الغريب هو الذي يتحكم بنا وفينا، يحكم ويقضي، ويأمر وينهى، ويحرض هذا على هذا، ويضرب هذا بذاك، فننام ونستيقظ على تدخلات سافرة ليست لها أي معنى سوى أننا أصبحنا ضعفاء لا نملك قراراتنا.
لقد حكى التاريخ أمجاد هذه المجتمعات الخليجية، كيف كانوا، وإلى أين وصلوا، وماذا فعلوا، وقصّ القصص عن التآلف والترابط والتآخي بين تلك المجتمعات، وقصص البطولات المتعددة، فلماذا وصل بنا الحال إلى ما صرنا إليه؟!
لماذا قطّعتنا الفُرقة ولعبت بنا القطيعة؟
لماذا اللهث خلف الماديات والمتع الزائفة هو ديدننا؟
إننا نتمنى من الله عز وجل ثم من قادة دول الخليج العودة إلى الماضي الجميل، ماضي الحب والوفاء والعزة والكرامة والترابط والإخاء، ماضي البطولات والأمجاد.
ونتمنى أن ننتبه للوسائل الإعلامية التي تسعى إلى الفتنة، والإشاعات المغرضة التي تمزق مجتمعاتنا، وتضرب في العمق الخليجي بكل قوة لاجل تفكيك الاوطان الخليجية من خلال هذه الوسائل الاعلامية الرخيصة.
تعليقات