#جريدة_الآن محمد الوشيحي: علينا كشعوب إلتزام الصمت ولا "نشوّش" على حكوماتنا ولا ننتقد أخطاءها

زاوية الكتاب

كتب محمد الوشيحي 634 مشاهدات 0


الجريدة

حانت لحظة الجد، وغابت الابتسامات المصطنعة أمام أضواء كاميرات الصحافيين، أو هي على وشك المغيب بعد التطورات الأخيرة التي حدثت أمس (الاثنين) والتي قد تشعل المنطقة فيتطاير رمادها.

فها هي جارة الخير، إيران، ترفع بيرق التحدي في وجه أميركا وأوروبا وتعلن رفع مخزون اليورانيوم المخصب لديها فوق الحد المسموح به. طيب ماذا يعني هذا؟ يعني أن إيران كسرت واحداً من تحذيرين هددت أميركا بشن الحرب إن تم كسرهما أو كسر أحدهما. التحذير الأول هو مخزون اليورانيوم المخصب، والثاني تطوير الصواريخ البالستية. وإيران كسرت التحذير الأول، وأميركا الآن ملزمة بتنفيذ تهديدها، أو ستصبح في عيون العالم مثل صيّاع الشوارع الذين يجيدون الصراخ لا العراك.

أميركا تهدد، وإيران ترد على التهديد بتهديد، وستحشد أميركا فرقاطاتها وحاملات طائراتها، وسترد إيران بحركات استفزازية، وقد تندلع الحرب بتخطيط أو بلا تخطيط كامل، وهو الأمر الذي لا يريده ترامب، كما يتفق أغلب المحللين السياسيين، باعتبار أن هذه هي سنته الأخيرة في فترة رئاسته الأولى، وهو على استعداد لبيع الحصير في "جبرة الخضرة" مقابل البقاء على كرسيه فترة رئاسة ثانية، وإيران تعلم ذلك، وتتصرف على ضوء ذلك، وهي تعلم أن مواقعها الحيوية عرضة للقصف الأميركي والإسرائيلي.

وماذا عنا، دول الخليج العربي؟ سأجيبك: أولاً علينا كشعوب أن نلتزم الصمت، ولا "نشوّش" على حكوماتنا، ولا ننتقد أخطاءها، بل لا نشير إلى أي خطأ مهما كان كارثياً. ليش؟ لأن انتقاد بعض الحكومات هنا، في هذه المنطقة، يقود إلى تهمة الإرهاب والغياب في السرداب.

إذاً ما هو المطلوب؟ المطلوب أن نرقص على "الشيلات" ونصفق للحكومات، ونضع الباجات على جيوب ثيابنا، وننتظر ما سيحل بنا. إذ لا يحق لنا كشعوب ما يحق للصهاينة ولا الأميركان ولا الأوروبيين ولا بقية شعوب الأرض، من نقاشات وتحليلات وطرح وجهات نظر تخالف السلطات. و"خليجنا واحد وشعبنا واحد" وويلك ياللي تعادينا يا ويلك ويلك.

تعليقات

اكتب تعليقك