#جريدة_الآن زايد الزيد: انتخابات بلدية إسطنبول.. هل هي بداية سقوط أردوغان؟
زاوية الكتابكتب زايد الزيد يونيو 30, 2019, 11:49 م 914 مشاهدات 0
النهار
شهدت انتخابات بلدية إسطنبول ضربة قوية لحزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يترأسه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، بعد سقوط مرشح الحزب بن علي يلدرم أمام مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو بفارق أصوات كبير بعد إعادة الانتخابات، عقب فوز المرشح المعارض أكرم أوغلو بفارق أصوات ضئيل في الانتخابات الأولى.
ومثلت قفزة الأصوات الهائلة التي حصل عليها مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أمام مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم من 13 ألف صوت في الانتخابات الأولى إلى أكثر من 800 ألف صوت، إشارة واضحة على السخط الشعبي الذي عاشه شعب مدينة إسطنبول بعد قرار مفوضية الانتخابات إلغاء جولة الانتخابات الماضية بحجة وجود تجاوزات فيها ومحاولة حزب العدالة والتنمية إنعاش فرص مرشحه بن علي يلدرم في الفوز بالانتخابات الجديدة.
كما أن الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تمر بها إسطنبول بفعل انشغال الحزب الحاكم لها بالصراعات السياسية والمشاكل المترتبة على فشل المحاولة الانقلابية عام 2016 أدت إلى تبرم الجماهير في إسطنبول ورغبتها في التغيير.
وبدلاً من انشغال الرئيس أردوغان بتطوير المشاريع في تركيا والعمل على ترميم الاقتصاد التركي الذي تعرض لعدة هزات، فإن خطاباته شهدت تصاعد النبرة الدينية فيها على حساب نبرة العمل والتخطيط بما يشبه لغة خطابات الأحزاب الدينية لدينا وأحزاب الإسلام السياسي في منطقتنا العربية، وهو أمر لم يتعود عليه الأتراك، إضافة إلى لغة التخوين التي تم شحن خطاباته فيها واضطراره للاستنجاد بزعيم الكرد التاريخي عبدالله أوجلان والضغط عليه في محاولة لتحييد الأكراد عن التصويت لصالح الأحزاب المعارضة.
إن القاعدة السياسية التركية الشهيرة تقول «من يسيطر على إسطنبول يسيطر على تركيا»، لذلك فإننا لا نبالغ إن قلنا إن فشل حزب العدالة والتنمية في اسطنبول هو بداية النهاية لفترة سيطرته على تركيا والتي امتدت لربع قرن تقريباً بدأت من السيطرة على البلديات وانتهت بالسيطرة على رئاسة الجمهورية والحكومة والبرلمان وبقية المؤسسات العسكرية والمدنية.
وفي اعتقادي فإن نهاية سيطرة حزب العدالة والتنمية أمر متوقع وهو أمر طبيعي ليس في تركيا فحسب، بل في جميع البلدان الديموقراطية حيث تصاب الأحزاب التي تحافظ على موقعها الرئاسي لفترة طويلة بالعجز والوهن نتيجة لتوغل الفساد فيها وسيطرة دوائر ضيقة من الحزب على مفاصل الدولة كما حدث مع حزب العدالة والتنمية إضافة إلى فقدان القواعد الشعبية للحزب لحماسها وفشل بعض الشعارات وتبيان زيفها.
وفي المجمل، فإن نتيجة الانتخابات البلدية هذه تسجل للتجربة الديموقراطية التركية ولحزب العدالة والتنمية ولأردوغان شخصياً، كونه اعترف بالهزيمة وهنأ خصمه ولم يحاول التلاعب بالانتخابات أو استغلال منصبه الرئاسي لإلغائها، كما أن خصمه أبدى رغبته بالتعاون مع الرئيس لحل المشاكل التي تعاني منها إسطنبول في خطوة تؤكد متانة التجربة التركية السياسية رغم ما يحيط بها من ألغام.
تعليقات