#جريدة_الآن عادل نايف المزعل: تتباهى كل الأمم ببنيتها التحتية.. لكن في الكويت حدث ولا حرج!!
زاوية الكتابكتب عادل المزعل يونيو 26, 2019, 10:55 م 703 مشاهدات 0
الأنباء
تتباهى كل الأمم ببنيتها التحتية وبخاصة شبكات الطرق والأنفاق التي تربط بين أجزائها ومدى اتساعها واستيعابها لحركة المرور فيها ومدى انسيابية هذه الحركة وقدرتها على مواجهة أعتى موجات الزحام، فنحن في الكويت حدث ولا حرج اصبحنا جميعا أسرى تخطيط عمراني كان صالحا ونافعا في فترة السبعينيات ولكن لم يصمد أمام الزيادة السكانية وانتشار العمران وامتداد الكويت وزيادة رقعتها السكانية وزيادة حجم المواطنين والوافدين، فيها فانهارت لدينا شبكة الطرق التي كنا نتباهى ونتفاخر بها مع هذه الزيادة وبقاء الطرق على ما هي عليه وإن كنا أنشأنا بعض الطرق الجديدة ولكن لازال الازدحام المروري موجودا والذي يزداد يوما بعد يوم وكل الحلول المطروحة هي حلول ترقيعية والأمر يحتاج إلى قرار حاسم ليعيد تنظيم الأمور في شوارعنا بالإضافة إلى حجم السيارات التي تزدحم بها شوارعنا جاءت اختناقات جديدة لتجعل من المشكلة مشكلة اكبر وهي تصريح لشركات التاكسي الجوالة بالعمل ومما جعلها تدفع بمئات السيارات الجوالة لتزيد من صعوبة الازدحام فضلا عن سيارات الباص بأحجامها المخيفة التي لا يحتملها الشارع الكويتي وكذلك كل من هب ودب يقود سيارة وسيارات قديمة جدا كل هذا مع عدم توفيق ساعات الدوام بين المصالح الحكومية جعل اندفاع السيارات تأتي في ساعة واحدة مما سد كل منافذ البلاد وأصبح السير فيها من المستحيلات.
إن الأمر جاد وخطير والمشكلة باتت في كل بيت فلا احد يستطيع إلا القليل أن يذهب في موعده إلى عمله أو لقضاء مصلحة مع هذا الازدحام الخانق ونكتفي بالمشاهدة ولا نعمل أي شيء مع أن هذا الأمر يمس شريان الحياة في الكويت ويضرب الدورة الاقتصادية فلا تنمية دون شوارع واسعة وبنية أساسية فإلى متى سنظل أسرى هذه الشوارع الضيقة؟ والى متى سنظل أسرى هذا الضياع في الوقت؟ ومنذ متى ونحن نسمع بمشروع الأنفاق وبعثرت أموالنا يمينا وشمالا على دول لا تحمل أي حب للكويت ووقفت بجانب العدوان العراقي على الكويت.
اكثر مرافقنا وللأسف تعاني من إهمال جسيم وكل محاولات الترقيع والإصلاح الجارية الآن لن تنفع وبوجود الارتجال وعدم التخطيط الصحيح، نريد حلا سريعا وعاجلا لمشكلة المرور فهي لا تحتمل تأخيرا ولا تأجيلا، وان التخطيط الصحيح هو الرؤية المستقبلية لأي أمر من الأمور وعلى ضوء هذه الرؤية توضع المعايير والاحتمالات والحسابات والأعداد والكلفة والاعتبارات الآنية والمستقبلية ولو اعددنا تخطيطا جديدا لما اعترضتنا مشكلة المرور مثلا وكل داء له دواء فالتخطيط الجيد ليس التنبؤ والقدرة عليه ليست بالأوهام إنما بالحساب والورقة والقلم واعتمادا على قاعدة ومعلومات وبيانات وكل هذا متوافر لدينا ولكن تنقصنا الرغبة الصادقة بالعمل لا أن تجري المشاريع بطريق الواسطات وأخذ المشاريع بالباطن.
قال الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمسلمين من كل مكروه، اللهم آمين.
تعليقات