#جريدة_الآن احمد خميس: من الذي "أكلنا".. الوافدون أم تجار الإقامات؟
زاوية الكتابالأنباء
«الوافدون كلونا».. كلمة عنصرية مقيتة لا يقولها الكويتي الأصيل المضياف مفتوح الباب متروس العين الخير به اصيل. هذه العبارة انتشرت واصبح أطفالنا يرددونها وهذا ما جعلني اكتب هذه السطور. في احد الأيام كنت في احد الأماكن الترفيهية الخاصة للأطفال، فلفت انتباهي طفلان يلعبان على تراب الشاطئ احدهما يسأل الآخر: إنت كويتي؟ فأجاب الطفل مستخدما لهجته المخلوطة بلهجتنا فعرف الآخر أنه ليس «منه وفيه» فتركه وذهب وقال له «روح العب اهناك مع عيال الوافدين».. من علَّم الأول هذا التصرف؟
يحضرني هنا حديث أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم حين قال «يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد. ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي هذا الإطار تدور في مخيلتي عدة أسئلة أتمنى ان يجيب عنها كل من يهاجم الوافدين ليل نهار دون ذنب أو جريرة قبل أن يمارس هوايته المفضلة تلك دون تفكير:
1 ـ من احضر الوافد الى الكويت؟ ولماذا؟
2 ـ هل الوافد العامل يحصل على أجر مقابل عمله أو أنه «يطر» أجره دون عمل؟
3 ـ هل كل الكفلاء يجلبون العمال الوافدين للكويت من دون مقابل؟
4 ـ هل يجرؤ احد على اعلان اسم تجار الاقامات؟
5 ـ اذا اردت ان تصلح شيئا ما بمنزلك، فمن الذي يحضر لاصلاحه هل هو مواطن أم وافد؟
6 ـ هل يجوز كلما أصبحت هناك مشكلة بينك وبين وافد أن تعايره بهذه الكلمة؟
7 ـ ماذا تنتظر عزيزي العنصري ان يكون رد من تهينه وتعايره وتستنقص منه مستخدما كلمة يا وافد.. هل سيعانقك ام هناك تصرف آخر؟
هناك الكثير والكثير من الأسئلة الأخرى التي تحتاج إلى إجابات قبل الهجوم على الوافدين وتحميلهم ذنب كل مشكلة يعاني منها البلد وعلى رأسها الخلل في التركيبة السكانية. على سبيل المثال، كلنا يعلم ان هناك تسعيرة لاحضار العمال من بلدهم وكل جنسية لها سعر، واضافة الى ذلك أحيانا يبيع العامل كل ما يملك في بلده حتى يتمكن من الحضور إلى الكويت بحثا عن الرزق ليتفاجأ انه قد خدعه احدهم ليصبح من العمالة السائبة والدخول في دوامة لا يعلمها الا الله، وأخيرا يصبح غير مرغوب وان هذا العامل الوافد هو سبب خلل التركيبة السكانية.
وأوجه كلامي هنا إلى «عزيزي العنصري»: هل تعلم ان من خرب التركيبة السكانية هو مواطن (تاجر إقامات) لا يحب الا جمع المال، ودائما يكون متنفذا؟ وهناك امثلة كثيرة يعرفها كل شعب الكويت.
لابد ان نكون او نحاول ان نكون مصلحين ونتكلم بصراحة ونعاملهم برفق «شوي».. فقد تغير التعامل مع الوافدين واتهموهم انهم سبب الخلل في التركيبة السكانية الذي تسبب فيه أصلا المتنفذون من تجار الاقامات الذي استقدموا آلاف العمال وتركوهم عمالة سائبة أصبحت عبئا على الجميع واصبحوا الحلقة الأضعف.
لكن لابد من الإشارة أيضا هنا إلى شريحة من الوافدين الذين يسيئون إلى أقرانهم من الوافدين، حيث يرتكبون مخالفات للقانون ويفسدون في الأرض دون مراعاة لهذا البلد الطيب الذي وفر لهم فرصة حتى يعيشوا حياة كريمة ولكنهم آثروا المضي في طريق الشيطان. ينبغي التعامل بشدة مع مثل هؤلاء من مخالفي القانون ومن لم يرتكب خطأ فهو «على العين والراس».
تعليقات