#جريدة_الآن زايد الزيد: انقطاع الكهرباء أسطوانة مشروخة لتمرير مناقصة محطة جديدة يجني منها الفاسدون مئات الملايين
زاوية الكتابزايد الزيد يونيو 17, 2019, 11:52 م 625 مشاهدات 0
النهار
مع كل قدوم لفصل الصيف في الكويت يبدأ مسلسل الحديث عن الأحمال الكهربائية وتعرض شبكة الكهرباء للضغط بسبب زيادة درجات الحرارة وتشغيل المكيفات وأجهزة التبريد بكامل طاقتها ويتم النقاش حول مدى تحمل الشبكة الكهربائية في البلاد للضغط من عدمها.
ورغم بناء محطة الزور الشمالية وتطوير وتعديل المحطات فإن الحديث عن الحمل الكهربائي والتخويف بانقطاع الكهرباء عن المواطنين في هذا الجو اللاهب يشي بوجود خفايا خلف هذا الموضوع.
ويلاحظ المواطنون تضارب التصريحات في الصحف مع كل بداية موسم بين فريق يقول إن الأحمال الكهربائية في وضعها الطبيعي ولا خوف عليها وبين فريق يهوّل ويجزّع المواطنين من مغبة انقطاع الكهرباء في الصيف وذلك لغاية قد تكون في نفوس هؤلاء.
ويتحدث المُخوّفون عن ارتفاع درجات الحرارة وكأننا نتوقع مع بداية كل صيف أن تكون درجات الحرارة منخفضة كل عام، كما أنهم يتحدثون عن الإسراف في استهلاك الطاقة الكهربائية والحاجة لسياسات كهربائية جديدة رغم وجود ربط كهربائي خليجي يعطينا الأمان الكافي في حال انقطاعات مفاجئة نتيجة لكوارث طبيعية لا سمح الله.
وسبق أن كتبت مقالاً في عام 2010 تحدثت فيها عن أدوار لبعض السياسيين والوزراء والكتاب الصحافيين من تخويف الناس بشكل ممنهج وواضح و»ممجوج» من خطر انقطاع التيار الكهربائي، وذلك لتمرير مناقصة محطة كهربائية جديدة يجني منها الفاسدون مئات الملايين من الدنانير إما بسبب تنفيذ المقاولات أو حصولهم على عمولات وغيرها مما يعني أن الأزمة مستمرة منذ سنوات عديدة.
ورغم أن الأحمال الكهربائية لا تتغير فإن خطر «الانقطاع» سرعان ما يزول من على مانشيتات بعض الصحف ومن ألسنة بعض الوزراء والقياديين إذا ما تم توقيع مناقصة محطة جديدة أو توريد مكائن جديدة لمحطات تعمل بكافة طاقتها الاستيعابية، حيث أن بعض الشركات تعامل وزارة الكهرباء كأنها منجم ذهب يجب أن تحصل منه على غنائم سريعة في أقل وقت دون اعتبار لحرمة الأموال العامة.
إن مبدأ تخويف الناس من خطر حدوث كارثة وشيكة خلال فصل الصيف بسبب انقطاع الكهرباء لأجل غايات مالية وتجارية دنيئة، هو أمر ينم عن خلل أخلاقي كبير، لأن هذا الخطر غير موجود أصلاً بل هو من بنات أفكار من يحاول تمرير مشاريعه وأهدافه التجارية والسياسية.
تعليقات