#جريدة_الآن يوسف عبدالرحمن: هناك معلم صاحب رسالة.. وهناك موظف!
زاوية الكتابيوسف عبد الرحمن يونيو 17, 2019, 11:17 م 638 مشاهدات 0
الأنباء:
المعلم الحقيقي يقود البشرية.. فهو لا يستطيع تحديد متى يتوقف تأثيره!
هناك معلم صاحب رسالة.. وهناك موظف!
وهناك منتحل صفة المعلم ليعبر إلى وظيفة أخرى!
وهناك بين هذا وذاك.. منتظر اللحظة للمغادرة!
«نشف» قلم الأستاذ أسعد عبدالله مدير تحرير (المعلم) وهو يكتب عن أدوار (المعلم الحقيقية)، وبيان خطورة رسالته.
وهذه مناسبة أترحم فيها على أساتذتي الذين علموني، الأستاذ سيد ورد والأستاذ عبدالفتاح المليجي، رحمهما الله.
إذا أردنا الارتقاء بالعملية التربوية والتعليمية وضمان سير خطط التنمية، علينا أن نبدأ بشريحة المعلمين ولن يتحقق لنا هذا ما لم نهتم بمخرجات كليات التربية التي تعد رسل هذه الأمة من قطاع المعلمين!
حسب المعلم من ثواب زمانه
أن ابن مريم قبل، كان معلما
المعلم ولا غير المعلم من نقصده اليوم في (مساحتنا) لنشير الى أهميته ونقصد المعلم صاحب الرسالة وليس المهنة.
والمعلم الحقيقي هو الشخص الذي يجعلك لا تحتاج إليه تدريجيا.
المعلم والمعلمة هما القدوة للطلاب والطالبات وأسوة حسنة لطلابنا، وإذا كان مجد التاجر في حجم كيسه فإن المجد كل المجد والعلا في كراريسه!
أيها المعلم في كل مكان أنت (قدوة طلبتك) وأنتِ (كاريزما) طالباتك، ولهذا (عليكم) الظهور دائما بالمظهر المناسب، خاصة اللباس ومنطق اللسان، لأن إهمال هذا الجانب مهم لمواصفات شخصيتك، فأنتما القدوة المقلدة.
إذن المعلم محط الأنظار، وطلاقة الوجه والتواضع والعلم والتخصص تعطيه فرصة لتقديم نفسه لطلابه وأولياء الأمور وكل أطراف العلاقة والمجتمع المحيط به.
والمعلم (العتيج) السابق سر قوته في تحضير درسه بالإعداد المنسق والاستزادة من العلم من كل كتاب زيادة على ما في المنهج لتنوير العقول والألباب، ولهذا (المعلم القديم) كسب ثقة أولياء الأمور ونال احترام طلابه ووفاءهم له ما بعد التخرج وهو يلتقيهم في دروب الحياة!
كما ان (المعلم القديم) كان يتحدث بسلامة اللغة وحسن منطقه إذا تكلم وشرح درسه وأعد وسائله ومارس أقصى سلطة بأقل قوة؟
المعلم اليوم عليه أن يجيد الخطاب ويهتم بسلامة المنطق وصواب درسه، فيدرّس اللغة العربية وإن كان يعلم المواد العلمية مثل الرياضيات والعلوم؟
ضروري أن يكون المعلم بلغة الضاد ليمارس أدواره بفصاحة لسان العرب بدل أن يكون (عقيم الخطاب) لا يتقن فن التعبير وجمال الخط يجذب أبصار طلابه.
حسب المعلم أنه من روحه
يبني صروح الروح والعرفان
٭ ومضة: جربت التدريس وخرجت بنتيجة (واحدة) وهي ان تحفيز الطلاب والتلامذة من أهم وأنفع وسائل التعليم وأنجح رسائل التفهيم من خلال ترغيب الطلبة والتلامذة في العلم وتشجيعهم على السير في هذا الدرب والتحفيز لبلوغ مقاصد العملية التعليمية، وأتذكر أستاذنا عبدالفتاح المليجي، رحمه الله، الذي اختارنا (حسن الصايغ ـ طارق ادريس ـ أنا) وشجعنا على دخول عالم الصحافة وحفزنا وتابعنا ونجحنا، كل في موقعه.
المعلم ولا غير المعلم هو من يبني بالتحفيز جيلا كاملا ذا همم عالية، والمعلم هو الذي يشعل روح التنافس بين طلابه وتلامذته ويفتح آفاق التسامح والتسابق بأسلوبه وشرحه وإلقائه والجوائز المقدمة وما تتركه من أثر في نفوس الطلبة.
عندما تسلمت (أمانة جمعية المعلمين) عام 1982 من أستاذي المربي جمعة ياسين قال لي: تذكر أن المعلمين هم منشئو الجيل وباعثو الحياة وقادة الزمن.. لا تنس ما قلت؟.. وقد فعلت يا أبا وائل.
كنا في السابق نتبارى في تنمية الهوايات مثل الإذاعة المدرسية ومجلة الحائط والرياضة بأنواعها والمشاريع الزراعية والعلمية!
ومن المعلم ذر فجر صباحه
وأطل في الظلماء بدر مسائه
٭ آخر الكلام: هناك نظار وناظرات يهتمون في مدارسهم بشرائح مختلفة من (طلبتهم البارزين) بالاحتضان والتوجيه والإرشاد وتوفير فرص تعليم لتهذيب هذه الهوايات بتزويد الطالب بالكتب والمراجع، إضافة الى تشجيعه على نيل أعلى الدرجات، وكانت هناك فئة من المعلمين والمعلمات مهمتهم اكتشاف هؤلاء البارزين ومساعدتهم لصقل هواياتهم وتنميتها بالنصح والإرشاد والتوجيه، واليوم للأسف صرنا نعلم كثيرا ونربي قليلا!
بعث المعلم في الأنام رسولا
فأنار أفئدة وزان عقولا
٭ زبدة الحچي: المعلم صاحب الرسالة وليس الموظف هو من يستطيع ان يجعل له أسلوبا ماتعا جاذبا لطلبته يرفع معنوياتهم ويشحذ هممهم بعيدا عن (تحبيطهم) بالإهانة والقمع والسخرية والقدح، فإنه أسلوب غير مثمر وخطره كبير على نفسيات الطلبة، اذا علمنا ان ثروتنا الحقيقية في هؤلاء الطلاب والطالبات والمعلم الكفء وسيلتنا لتحقيق هذا!
عزيزي المعلم (رجلا أم أنثى) دورك عظيم في همتك وبصمتك!
ذاك المعلم لست أنسى فضله
ما دمت في قيد الحياة ظليلا
والمعلم الشاطر من يتعرف على نقاط ضعف طلابه والمعلم اللبيب من يجمع (الأبوة والأمومة) في التعامل مع طلابه وطالباته وكلما اقترب المعلم من تلامذته وطلابه أوصل رسالته لهم كلبيب أريب (معلم صچ)!
من كالمعلم ساهر من أجلنا
يستعذب الآلام والتسهيدا
حق للمعلم علينا جميعا أن نحترمه ونجله ونوقره ونبجله لأنه يستعذب التعب والنصب في سبيل تعليم عيالنا.. والمجتمع الذي يحترم المعلم هو عالم حضاري.. شكرا معلمي.
انتبه كل العيون على (شيك) العطلة الصيفية!
في أمان الله.
تعليقات