#جريدة_الآن بدر خالد البحر : سفراؤنا المتقاعدون يا وزير الخارجية
زاوية الكتابكتب الآن - القبس يونيو 1, 2019, 10:55 م 956 مشاهدات 0
القبس
بالنظر إلى ثقافة القيادات الحكومية، التي حلق معظمهم ببراشوتات وحطوا على كراسيهم، نجد أن لدينا ثروة مهدرة من أغلبية سفرائنا المتقاعدين؛ تعدد لغات وثقافة ومهنية متراكمة لسنوات في عواصم العالم، عاشوا خارج صندوقنا الأسود، مما يجعل لديهم حلولاً كثيرة كاستشاريين قد يقفزون بنا خارج هذه الهوة السحيقة، عوضاً عن الأجانب.
إن السفراء هم واجهتنا أمام العالم، وكان للكثيرين منهم دور كبير في تأسيس جبهة دافعت عن مصالح الكويت، جنّد بعضهم فيها حتى أفراد أسرته.
إنه من الغريب أن يشعر البعض بالحسد تجاه هؤلاء، بيد أن التاريخ يشهد أنها من أصعب المهام التي قد تودي بحياتهم ثمنا لمواقف وطنهم، وكلنا يذكر الدور المرفوض الذي لعبته بعض فصائل المنظمة الفلسطينية، (وهذه اللطمة لصاحب «الشتات» الذي يمدح بعض الفلسطينيين الخونة بالكويت ابان الغزو)، التي اغتالت دبلوماسيين كويتيين للضغط علينا، نجحت ببعضها وفشلت في أخرى، ففي اعترافاتهم للسلطات الاسبانية اكدوا انهم ارادوا قتل السفير محمد السداح في مدريد، الذي كان في اجازة، فامتدت ايادي الغدر للدبلوماسي الشاب نجيب الرفاعي يوم 1982/9/16 مخلفا وراءه زوجته الحامل بابنه محمد في مأساة لا تنسى. وفي الفترة نفسها اغتيل الدبلوماسي المرحوم مصطفى المرزوق في دلهي، كما فشلت محاولة اغتيال السفير حمد الجطيلي. وفي حادثة منفصلة، عثر على جثة السكرتير الثالث في سفارتنا في موسكو منذ تسع سنوات مقتولا.
نعم هناك مثالب في أداء بعض السفراء، إلا أن التاريخ المشرف للكثيرين لا يجب أن ينتهي في نهاية المطاف بتجاهلهم بعد تقاعدهم، ونشكر الزميل أحمد الصراف الذي كتب مقالا مميزا منذ اسبوعين، تواردت فيه كثير من خواطرنا التي كنا قد عقدنا النية لكتابتها منذ فترة، فجاءت الفرصة اليوم كي نثني على ما طرحه، ونوجه رسالة مباشرة لمعالي وزير الخارجية لعدم تجاهل السفراء المتقاعدين الذين لم يستلموا حتى كتاب شكر بعد انتهاء الخدمة في حين كرموا من دول بالخارج.
ليس من المناسب أن يلجأ البعض منهم للقضاء لنيل الحقوق، كما أنه ليس من المناسب أن يتركوا من غير وجود مكتب يرعى شؤونهم بعد التقاعد حين يجدون انفسهم ضائعين في اروقة الوزارات، بالمقابل تجد النقيض كمثال في مصر وفي بقية دول الخليج التي تعنى بالمتقاعدين من سفرائها عناية فائقة.
فعلى حد علمنا في عام 2011 منحت الحكومة أصحاب الرتب العسكرية الرفيعة بالدفاع مكافأة نهاية خدمة وصلت إلى مئتي الف دينار ثم تبعتها الداخلية والحرس الوطني والاطفاء والخطوط الجوية ومؤسسة البترول، ولما طالب السفراء المتقاعدون بنفس المعاملة قوبل طلبهم بالرفض، كما رفض طلبهم للدخول بمقترح بوليصة التأمين الصحي المرسلة من الخارجية لمجلس الامة لاقرارها للدبلوماسيين الحاليين والمتقاعدين مستقبلا، علما بأن المتقاعدين القدماء أحوج للرعاية الصحية، إضافة إلى عدم شمولهم بمقترح قانون مكافأة السفراء المتقاعدين الموجود بأروقة المجلس حاليا، الذي يمنحهم رواتب خمس سنوات مع المزايا والوزير المفوض أربع سنوات.
نعتقد بأن الدبلوماسية الكويتية التي نجحت لتقف بالحياد في كثير من القضايا الشائكة اقليميا ستكون أقدر على احتواء ابنائها، لتأتي رسالتنا هذه لوزير الخارجية للنظر مجددا في مطالب السفراء المتقاعدين
تعليقات