#جريدة_الآن داهم القحطاني : يا سيد محمد جواد ظريف: «ما ساده لوح نيستيم»!

زاوية الكتاب

كتب داهم القحطاني 868 مشاهدات 0


القبس
في الثالث من أغسطس 2015، نشر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مقالة في صحف عربية عدة كان عنونها بالمثل العربي «الجار قبل الدار»، والذي يقابله بالفارسية مقولة «همسایه قبل از خانه».

وقد طلب ظريف في هذه المقالة من دول الخليج التعاون لضمان استقرار المنطقة.
قبل هذه المقالة بأشهر ثلاثة كان قادة دول مجلس التعاون أو من يمثلهم يجتمعون مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في منتجع كامب ديفيد لإبداء قلقهم من تهميش دول المجلس في مسألة الملف النووي مع إيران، كما بحثوا تهديدات إيران لبعض دول الخليج وتنامي نفوذها في المنطقة.

واليوم تعود الحكومة الإيرانية لتبدي استعدادها لعرض اتفاقية عدم اعتداء مع دول مجلس التعاون.

الوداعة الإيرانية أتت بعد أن أتى رئيس أميركي جديد بنى حملته الانتخابية على التصدي لما أسماه الخطر الإيراني، وتضم إدارته مسؤولين أبدى بعضهم علناً، وقبل تعيينه، الدعوة إلى الإطاحة بالنظام الإيراني.
لنر هل بالفعل النظام الإيراني يؤمن بمقولة «خانه قبل از همسايه»؟.


لإيران حدود برية تجمعها بست دول هي: تركمانستان، أذربيجان، تركيا، العراق، أفغانستان وباكستان. كما تجمعها حدود بحرية بست دول أخرى هي دول مجلس التعاون.

مع باكستان العلاقات أكثر من جيدة، والعلاقات مع أفغانستان مستقرة منذ عام 2015 بعد فترات من التوتر، وتجمع إيران بأذربيجان علاقات أكثر من جيدة لأسباب عدة منها التشابه المذهبي.

أما تركيا، وهي الجار اللدود لإيران، فرغم التنافس في ملفات سياسية عدة كالأزمة السورية فإن العلاقات مع تركيا تعتبر أكثر من جيدة، خصوصاً بعد عام 2016، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري إلى 10 مليارات دولار أميركي، كما توجد لإيران مع تركمانستان شراكة وثيقة بسبب المصالح الاقتصادية المشتركة، خصوصاً في مسألتي الغاز والكهرباء.

في مقابل هذه العلاقات الأكثر من جيدة مع جيران الشرق، يغلب التوتر على العلاقات مع جيران الغرب من العرب، فهناك تغلغل وهيمنة في العراق، وفي الكويت رغم العلاقات الحسنة ظاهرياً هناك قلق كويتي من الشبكات التجسسية الإيرانية التي ضمت إحداها عضو الاستخبارات الإيراني حسين أصفهاني الذي كان يتقلد منصباً دبلوماسياً في السفارة الإيرانية، وضمت الأخرى إيرانياً كان حلقة الوصل مع حزب الله اللبناني.

أما مع السعودية فالقصة تطول، فإيران تدعم الحوثي في اليمن، كما أن سلسلة التحرشات الإيرانية جعلت السعودية تضطر إلى قطع علاقتها مع إيران عام 2016 بعد حادثة الاعتداء على السفارة السعودية في طهران.
وفي البحرين هناك اتهامات برعاية إيرانية لشبكات إرهابية تعمل على إحداث القلاقل، وفي الإمارات لا تزال إيران تحتل الجزر الإماراتية منذ 48 عاماً.

وبمراجعة مجمل هذه العلاقات المتشنجة من الطرف الإيراني نجد أن مقولة ظريف «الجار قبل الدار» لم تطبقها إيران مع دول مجلس التعاون في حين حرصت على تعزيز هذه المقولة مع الجيران غير العرب.
يا سيد محمد جواد ظريف «ما ساده لوح نیستیم» (لسنا بسذج).

تعليقات

اكتب تعليقك