#جريدة_الآن زايد الزيد: العزاب يغزون السكن الخاص
زاوية الكتابكتب زايد الزيد مايو 31, 2019, 12:04 ص 614 مشاهدات 0
النهار
تمثل ظاهرة زحف العزاب نحو السكن في المناطق السكنية الخاصة صداعاً مزمناً في رؤوس أصحاب البيوت بسبب ماتخلفه هذه الظاهرة من تدمير للمنطقة وتحويلها إلى ما يشبه المناطق العشوائية ذات الخدمات المتردية التي نشاهدها في البلدان الفقيرة والنامية.
ويعود سبب انتشار سكن العزاب من العمال ذوي الأجور المتدنية في المناطق السكنية النموذجية إلى قيام بعض ضعاف النفوس بتقسيم بيوتهم بشكل بشع وتحويلها إلى نظام الإيجار بالغرفة ومن ثم تأجيرها على العزاب، وسرعان ما تنتشر هذه العدوى بسبب تضايق الجيران من وجود العزاب فيقومون ببيع بيوتهم إلى تجار العقار الذين يتفننون في تقسيم البيوت وتجزئتها وتأجيرها للعزاب ما يسبب ضغطاً على البنية التحتية المخصصة لعدد معين من الأفراد وزيادة في الأحمال الكهربائية وتردياً في خدمات المنطقة.
ولعل أبرز مثال يمكن لنا أن نرى فيه تحويل تجار العقار منطقة سكن خاص إلى مدينة مليئة بالعزاب ذات بنية تحتية مدمرة هي منطقة جليب الشيوخ التي كانت تعج بالمواطنين الكويتيين حتى أواخر تسعينيات القرن الماضي، لكن زحف العزاب إليها أجبر أهلها على بيع بيوتهم ومفارقة منطقتهم إلى مناطق أخرى وبات بإمكان أي شخص يمر بطريق الدائري السادس أن يشاهد شوارع هذه المنطقة الملوثة بمياه الصرف الصحي أجلكم الله بسبب الضغط المهول على البنية التحتية.
الأجهزة الحكومية هي من يتحمل وزر زحف العزاب نحو مناطق السكن الخاص بسبب صمتها وعدم حزمها لسنوات طويلة أمام من يقوم بتأجير منزله للعزاب وسط منطقة سكنية، ولا تزال الجهود الحكومية الأخيرة المستجيبة للضغوطات الشعبية دون المستوى، فهي لم تقم سوى بقطع التيار الكهربائي عن بعض المنازل التي يسكنها العزاب في المناطق السكنية، لكن المهم هو معاقبة صاحب البناية والسكن الذي يقوم بكسب الأرباح بجشع على حساب إخوانه المواطنين وفرض غرامات باهظة عليه.
ووسط تزايد العمال العزاب في الكويت ووصول عددهم إلى مليون و200 ألف بحسب بيانات المجلس البلدي، فإن بناء المدن العمالية وإلزام الشركات إسكان عمالها فيها هو الحل النهائي لهذه الأزمة كي لا يزحف هؤلاء العمال على المناطق السكنية.
ختاماً، إن دعوتنا إلى وقف زحف العمال العزاب إلى المناطق السكنية والنموذجية يجب ألا يفهم أنه يأتي في سياق العنصرية أو التعالي، لكن الأطر التنظيمية تحتم وجود مناطق خاصة للعائلات مهما كانت جنسيتها ومناطق خاصة للعمال، وذلك بسبب اختلاف الجوانب الاجتماعية والثقافية، إضافة إلى اختلاف تصميم البنية التحتية للمناطق السكنية عن مدن العزاب الكبيرة وهو أمر معمول به في كل دول العالم.
تعليقات