#جريدة_الآن ‏(القربة).. استخدمها الكويتيون قديما لنقل الماء وحفظ (الدهن) و(اللبن)

منوعات

الآن - كونا 1004 مشاهدات 0



استخدم أهل الكويت قديما عددا من الأدوات لمساعدتهم في مواجهة متطلبات الحياة اليومية وإنجاز الأعمال المنزلية ومنها (القربة) ذلك الوعاء المختلف الأحجام والذي كان يستخدم في نقل الماء وحفظه وتبريده وكذلك حفظ (الدهن) أو (اللبن).
و(القربة) وجمعها (قرب) أو (قربات) عبارة عن وعاء أو كيس من جلد الماعز أو البقر وعادة ما كانت تستخدم في حفظ الماء وتبريده لا سيما بالقرى النائية التي لم يكن وصل إليها التيار الكهربائي بعد.
وتختلف (القرب) بحسب أنواعها وأحجامها وخامات تصنيعها وفقا للاستعمال المطلوب.
حول هذا الموضوع قال الباحث في التراث الكويتي محمد جمال في كتابه (الحرف والمهن والأنشطة التجارية القديمة في الكويت) إن هناك نوعا معينا من الجلد يستخدم في صناعة (القرب) فمثلا (قرب) الماء الصغيرة ومتوسطة الحجم تصنع من جلد الماعز نظرا إلى سماكته وقوة تحمله وكانت تنقل فوق ظهور الحمير لمسافات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة.
وأضاف جمال أن قرب الماء الكبيرة التي كانت تنقل على ظهور الجمال فتصنع من جلد البعير في حين توجد قرب ذات حجم كبير كان يأخذها أصحاب سفن السفر والغوص معهم لملئها بالماء من العيون الموجودة في المدن الساحلية في الأحساء وغيرها من مدن الخليج العربي.
وأوضح أن القرب المخصصة للدهن العداني (السمن البلدي) تسمى (عكة) كانت تصنع من جلود الأغنام وهي لا تصلح للماء لرقتها وكذلك تصنع (الصميل) وهي قربة تستخدم لوضع اللبن فيها وخضه لفصل الزبدة عنه من جلود الأغنام أيضا.
وذكر أن (الخراز) كان يقوم بتفصيل (القربة) وتحديد حجمها بحسب حجم الجلدة ويستخدم خيوطا جلدية تؤخذ من رقبة الجمل أو أرجل الأغنام أو الماعز أو البقر لخياطتها وتبلغ سماكة خيوط الجلد ما بين ملليمتر ونصف إلى ملليمترين.
وافاد جمال بأن (الخراز) كان يستخدم الجلدة الكاملة غير المقطوعة لإنتاج (القرب) بينما ينتج النعل والمنتجات الصغيرة الأخرى من الجلود المقطعة.
وحول خطوات تصنيع القرب (القربة) قال الباحث في التراث الكويتي إنها تبدأ بدهن الجلد ب(الودك) وهو زيت جوز الهند أو السمسم ومن ثم يترك لفترة تمتد ليومين ليتشرب بالزيت ويصبح طريا سهل الاستعمال على أن يبدأ (الخراز) بعد ذلك بتفصيل الجلد وتجهيزه وتحديد الحجم المطلوب ثم يقوم بعملية (الخرازة) مستخدما إبرة كبيرة تسمى (المجذاب).
ولفت إلى أن جلدة رقبة الحيوان تشكل فوهة (القربة) بينما تستخدم جلدة قدميه ورجليه لمسك (القربة) في أثناء حملها أو تعليقها على ظهر الحمير أو الجمال عند نقلها.
وبين جمال أن (القرب) تبقى صالحة للاستعمال لفترة طويلة قد تمتد لأكثر من سنة دون أن تتلف ويتم حفظها عادة في مكان آمن تجنبا لعبث الفئران التي تقوم بقرض أجزاء منها لتتغذى عليها خاصة قبل استعمالها حيث تجذبها رائحة السمن التي تستمر عالقة بها وهي جديدة.
وأشار إلى أن لون القربة الجديدة يكون عادة مائلا إلى الحمرة نتيجة لاستخدام (القفر) في دباغتها لكنها سرعان ما تتحول إلى اللون الاسود بعد فترة وجيزة من الاستعمال بسبب الحرارة والشمس. وأكد أن الناس كانوا يتجنبون شرب الماء من القرب الجديدة الحمراء نظرا لوجود بقايا رائحة السمن فيها ما يؤدي الى اكتساب الماء لهذه الرائحة لذلك يقوم (الحمارة) عند شرائهم (القرب) الجديدة بتنقيعها بالماء لفترة معينة حتى تذهب رائحة السمن منها ويتغير لونها إلى الأسود.

تعليقات

اكتب تعليقك