#جريدة_الآن عادل المزعل: الكويت الغالية لا تحتمل بذور الشقاق والفرقة والفتنة الطائفية

زاوية الكتاب

كتب عادل المزعل 699 مشاهدات 0


تجلت الوحدة الوطنية في أروع صورة لها وبدا المجتمع الكويتي متماسكا بكل طوائفه ملتفا حول قيادته الشرعية رافضا الغزو والغزاة، ولم يستطع العراقيون أن ينفذوا إلى الشعب أو يجدوا تعاونا واحدا معهم، وتحرك الجميع سنة وشيعة وبدوا وحضرا لمواجهة الغزاة وضربوا اروع الأمثلة في البطولة والفداء، مقدمين الكويت على الحزبية البغيضة، ولم يكن هذا السلوك غريبا على الكويتيين فهم على امتداد الزمن لم يعرفوا الفرقة والانقسام ولم يعرفوا ولاء إلا لأمهم الكويت ولأسرة الصباح فما الجديد الذي حدث الآن؟! وما هذه النعرات الطائفية التي تستأسد في الخارج؟

الذي نعرفه ونعلمه أن الدين لله سبحانه وتعالى والكويت للجميع بكل طوائفهم، فكتابنا واحد هو القرآن الكريم، ونبينا واحد هو سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام، فلماذا نبحث عما يغرقنا ونهمل ما يجمعنا؟

فالله والإسلام ونبينا وكتابه يجمعوننا جميعا، أما أوجه الخلاف فهي مسائل لا مكان لها في حياتنا اليومية وعلاقتنا الأخوية ببعضنا البعض، فإذا كانت نظرة الإسلام للأنبياء والرسالات من قبله أقول للأنبياء وليس للمذاهب تتجلى في قول المصطفى صلى الله عليه وسلم «مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأكمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون ويعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين».

هذا موقف نبينا من الديانات السابقة فماذا ونحن مسلمون نختلف ونبحث عن الفرقة والفتنة مما يهدد امن وسلامة هذا الوطن، فالكويت منذ القدم لا توجد بها هذه النعرة الطائفية سواء كانت سنية أو شيعية فالولاء للكويت فقط، أقلام عميلة لها أجندة خاصة تدين بالولاء لغير الكويت تبث سمومها لتنحر في عظام الوحدة الوطنية، وأقلام مأجورة تهدد أمن امتنا وتثير الأحقاد والضغائن عن طريق قضايا خلافية ليس مكانها صفحات الصحف وليست مادة لكل من يملك قلما وعرضة للإجار لمن يدفع.

إن الكويت الغالية لا تحتمل بذور الشقاق والفرقة والفتنة الطائفية ولنا في لبنان التي نشبت فيه حرب ضروس أكلت الأخضر واليابس عظة وعبرة، فقد دمرت الفتنة الطائفية لبنان وشردت أهله في بقاع الأرض فرارا من الحرب الأهلية، وقانا الله وإياكم شر الفتن ولعن الله من ينفخ فيها، فوطننا الغالي الكويت يسعنا جميعا بكل طوائفه فلنأخذ ما يجمعنا ونترك ما يفرقنا، فالكويت الباقية ونحن الزائلون ونبذل لكويتنا الغالي والنفيس.

قال الشاعر:

بلادي وإن جارت عليّ عزيزة

وأهلي وإن ضنوا علي كرام

اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمسلمين من كل مكروه اللهم آمين.

تعليقات

اكتب تعليقك