#جريدة_الآن د. غازي العتيبي: الجهاز الصغير الذي بين أيدينا هو سلاح مأجور
زاوية الكتابكتب د. غازي العتيبي مايو 26, 2019, 10:53 م 824 مشاهدات 0
ما نشهده هذه الأيام من تطور سريع جعل الواقع الافتراضي منصة معلومات غزيرة، وعلى ذلك ترتبت سلبيات عديدة:
أولاها: أخذ المعلومة من مصدر خطأ، فحين نريد أن نبحث عن شخص أو حدث نسرد تغريدات وصورا ومواضيع تحدثت عنه وتكون بذلك مرجعنا، وانظر إلى كمية اللغط والتزييف، وللأسف نبرمج أنفسنا على ما قرأنا.
فحين نبحث عن شخصية مشهورة نتجه للهاشتاق لنسمع العجب العجاب، وفي كثير من الأحيان يصل للتشهير والقذف كل يعبئ في هذه الهاشتاقات من تربيته وبيئته ونظرته لنفسه.
كيف نبني انطباعا مما نقرأ؟ ذلك هو الجهل بعينه.
تعرف فلان؟ آه اعرفه طب عاشرته؟ لأ يبقى متعرفوش.
لا تبنِ موقفك من شخص بحسب ما سمعت عنه.. اسمع منه. وإذا لم تستطع قول ما عرفوش فكلمة لا أعرف تسمح لك بالارتقاء لفهم صحيح لا يحصره قول سفيه.
الكثير من النفوس للأسف اليوم تضمر الشر وتحوله لقيل وقال حتى تشوه سمعه فلان وعلان وتضع البنزين جنب النار.
لم نعد نتبين مما نقول، عفوا مما نكتب، فالكل مجرد كتابات تؤرخ لتكون له أو عليه معه أو ضده.
ثانيا: التبرير لأنفسنا فيما نمارسه من سوء خلق. أحدهم يكتب.. النصيحة فرض ولابد ان نناصح فلانا، وأقول: انصحه بينك وبينه أو في الخاص وليس أمام الناس.
فكم من تغريدة وقفت عائقا بين الإنسان والتغيير وجعلته يزيد بدلا من أن يتوقف.
نعطي الحق لأنفسنا لنقذف ونكفر، ونكتب كلمات تفتقر إلى التهذيب ونطالب الآخر بأن يستجيب.
لا تبرر لنفسك سوء ما تفعله، فأنت هنا تدور في دائرة كل مالها تتسع بالسوء حتى تبني حولك سياجا لا يجعلك ترى تدهورات الحال بسببك.
ثالثا:حالة الهجوم المستمرة، حين تشارك في مواقع التواصل في دفاع مستميت مع أناس ظاهرهم مناداة لقضية معينة وداخلهم دس الفتن وشحن النفسيات ليغذوا توجهاتهم البعيدة كل البعد عن هذه القيم، نصل لمرحلة نصبح فيها هجوميين طوال الوقت نشتم فلانا ونعلق على صورة علان بأقسى أنواع الكلام.
سيصبح ذلك طبيعة نفسية وفكرية خلقتها لنفسك حين سلمت فكرك لما يكتبه غيرك.
الخروج من هذا العالم الذي أصبح جزءا لا يتجزأ ليس بالأمر الهين، لكن أيضا التأثير الإيجابي الذي تستطيع ان تتركه فيما تكتبه أمر لا يستهان به.
حول نقاط الاهتمام لما يبنى بداخلك قاعدة سليمة، كن جزءا من التغيير الذي تريد، أبحث عن المعلومات من مصدرها الصحيح وساعد فيها الناس، توقف عن الدخول في أي نقاش مبدأه الإثبات، كن مسؤولا عمن تتابع فستجد نفسك مع الوقت تشبهه وتتطبع بما يقول وتعتنق فكره.
زبدة الحجي: ما بين يدينا من جهاز صغير هو سلاح مأجور، فلتكن رقيبا على ما تكتب، هل ترضاه عليك لو كتبه لك غيرك؟ أسأل نفسك.
تعليقات