ناشر تحرير ((الآن)) ينتصر لحرية 'المدونين'
محليات وبرلمانمايو 28, 2009, منتصف الليل 2056 مشاهدات 0
تباينت آراء إعلاميين خليجيين عرب وأجانب خلال ورشة بدبي بشأن مساحة الحرية الممنوحة لمدوني الإنترنت وشبكات الأخبار ومواقع الحوار التفاعلية. وأثارت كلمة لرئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية جمال خاشقجي دعا فيها إلى إخضاع 'النشر في الواقع الافتراضي إلى القانون المطبق على الصحافة المكتوبة' ردود فعل قوية ومعترضة من قبل حضور الورشة.
واعتبر ناشر تحرير الإلكترونية الزميل زايد الزيد إن 'هذا الرأي يعبر عن تفكير سلطوي'. في الوقت الذي عكست آراء المدونين رفضاً قاطعاً حيال كافة أشكال التقنين. وتساءل المدون الكويتي عبدالعزيز العتيقي 'لماذا نلتزم بقوانين الإعلام ما دمنا لا نتقاضى رواتباً'. وأضاف المدون البحريني توفيق الرياش 'المدون ليس صحافياً، يجب أن نحسم هذه المسألة'.
ونظمت مؤسسة آيركس، وهي منظمة أميركية غير ربحية بالتعاون مع جمعية الصحافيين الإماراتية، الورشة التي انتهت أمس الأول تحت عنوان 'مدونو الإنترنت والصحافة في الخليج' وأقيمت في فندق شانغريلا دبي بالإمارات العربية المتحدة يومي 25 و 26 مايو/ أيار الجاري.
وشهدت إقامة أربع جلسات تناوب على الحديث خلالها مدونون وعاملون في الصحافتين الورقية والإلكترونية إضافة إلى مالكي مواقع. وأخذ المحور المتعلق بمسؤوليات النشر عبر الإنترنت الحيز الأكبر من النقاشات.
ووصف خاشقجي في الجلسة الختامية الكتابة عبر وسيلة النشر الإنترنتية 'كتابة في المنطقة الرمادية' وهو مصطلح كرره قرابة أحد عشر مرة في إشارة إلى انعدام الضوابط. وقصف من طريق هذه القناة قائلاً 'يبدو أن الإخوة في الإنترنت تعجبهم هذه المنطقة لأنها تعطيهم مساحة أكبر'. كما نعت المنتديات بأنها 'تعيش أزمة أخلاقية'. ليخلص من ذلك إلى القول 'ما تلتزم به الصحافة يجب أن يلتزم به الإعلام الإلكتروني والفيصل هو القضاء' وفق تعبيره.
ورفض مدير شبكة عمان نت (محطة إذاعية على شبكة الإنترنت) فكرة 'اللجوء إلى القضاء لأن ذلك ينبغي أن يكون آخر العلاج'. واقترح بدلاً من ذلك ما أسماه 'التنظيم الذاتي' موضحاً 'خلق مؤسسات وجمعيات [للمدونين وأصحاب المواقع] تحكم أعضاءها' على حد تعبيره.
الشيء الذي لقي ممانعة من إفغيني موروزوف من روسيا البيضاء وهو محرر إحدى الزوايا في مجلة فور بوليسي، حيث قال 'مهما فرضنا من قوانين فلن تنفذ'. وأضاف في هذا السياق 'ثمة شروط يستلزم التوقيع عليها لدى تسجيل الموقع أو المدونة. هذا شيء كافٍ، يجب ألا نخترع قوانيناً'.
وشارك من البحرين كل من رئيس تحرير الزميلة 'الأيام' عيسى الشايجي وحسين مرهون (الوقت) وحبيب التومي (وزارة الإعلام البحرينية) إضافة إلى كل من علي عبدالإمام (البحرين أونلاين) وتوفيق الرياش (مدخنة الرياش). واقتصر الأخيران على تقديم عروض ضمن محاور الورشة.
وفيما انصب العرض الأول على جانب تقني تمثل في شرح تقنية Web 2.0 (الجيل الجديد من تقنيات الويب) وتأثيرها في الإعلام الإلكتروني. جاء العرض الثاني ليقدم مسرداً تاريخياً حول مسيرة التدوين البحريني والضغوط التي مورست على بعض المدونين بما في ذلك التهديد بالمقاضاة أو اعتقالهم. وشدد بهذا الصدد على حجب منصة المدونات البحرينية bahrainblogs.org منذ فبراير/ شباط الماضي، معبراً عن 'الاستغراب لذلك'. كما عرض تجربة 'ميثاق شرف المواقع الإلكترونية البحرينية' - مواقع ضد الكراهية الذي أعده مدونون نهاية العام 2008 بدعم من صحيفة 'الوقت'. وجرى توزيع نسخ منه على الفريق المشارك ضمن الورشة.
وعرضت خلال الورشة تجربتان في مجال الإعلام الإلكتروني من الكويت وأميركا. وتولت كاثرين زالسكي كبيرة المحررين في موقع huffingtonpost.com الذي يقوم على فكرة التشبيك الاجتماعي بواسطة اتفاقيات مع مؤسسات إعلامية من أنحاء مختلفة من العالم تقديم بروفيل موسع عن تجربة العمل في الموقع. بينما عرض ناشر تحرير الزميل زايد الزايد مسيرة تأسيس صحيفة ' alaan.cc أولى الصحف الإلكترونية في 'الكويت والخليج العربي' , كما شهدت الورشة تقديم عروض مختلفة عن تجربة التدوين في بعض الدول الخليجية بينها الكويت (بدأت التدوين العام 2003) وعمان (أول مدونة أنشئت العام الماضي 2008 وحالياً مجموع تعدادها 50 مدونة) إضافة إلى أميركا.
وعزا عبدالعزيز العتيقي من الكويت إلى المدونات تأثيراً كبيراً في الانتخابات الكويتية الأخيرة. وقال 'المرشحين استفادوا من علاقاتهم مع بعض المدونين (...) أصبح هؤلاء مفاتيح انتخابية'. وأضاف 'أكثر من 23 مدونة نشرت إعلانات لمرشحين' وفق ما أوضح.
بدورها، أشارت زالسكي إلى الدور المفصلي الذي لعبه المدونون الأميركيون في فترة الحرب على العراق 2003. وقالت 'بحكم القانون هناك حرية في أميركا لكن هناك شبكات إعلامية مسيطرة تستضيف الأشخاص أنفسهم' مستدركة 'لذا كان من الصعب التعرف على حقيقة المعلومات المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل'. وأوضحت 'كل شخص يتحدث لصالح العراق كان يعتبر خائناً' على ما عبرت. وأضافت 'لذا تكاتفت بعض الشخصيات في الولايات المتحدة لعمل مستضيف للمدونات'. وتابعت زالسكي 'أصبح هناك منبر جديد للتعبير عن الرأي'. وتحدث الصحافي س. فيكنيسان من ماليزيا المحرر في موقع malaysiakini.com عن ظروف صعبة عاصرها القائمون على الموقع. ورأى في سياق الكلام على العلاقة بين الإعلام، بشكليه القديم والجديد، أن 'الجمهور بدأ يعتقد أن وسائل الإعلام التقليدية لا تفي بالغرض لذا فقد توجه إلى الإنترنت للتزود بالمعلومات'.
ودعت الصحافية السعودية صبرية جوهر (الصحافية في جريدة سعودي غازيت باللغة الإنجليزية) في مداخلة ذات علاقة 'إلى قيام الصحف باحتضان بعض المدونين والمدونات على الإنترنت'.
وعرض افغيني موروزوف ورقة 'مقارنية' جاب فيها على أوضاع النشر عبر الأقنية المتاحة للإنترنت في غير دولة من دول روسيا البيضاء. ورأى في هذا السياق إلى أن 'المدونات لا يتم استخدامها فقط من قبل الجماعات المطالبة بالإصلاح والشفافية وإنما أيضاً من قبل المتطرفين وأصحاب الأجندة'. ولفت بهذا الصدد إلى 'بعض الجماعات القومية في روسيا استخدمت المدونات لرسم خارطة إثنية للمقاطعات الروسية' مضيفاً 'علينا أن نضع ذلك في حسباننا'.
وتأمل آيركس من خلال تنظيم هذه النقاشات التي تديرها في أكثر من خمسين دولة 'تقديم برامج إبداعية تشجع العمل القيادي للارتقاء بمستوى التعليم وتعزيز الإعلام المستقل وتنمية مجتمعات مدنية تعددية' وفق ما جاء في موقعها. وقد تأسست المنظمة عام 1968 ولها ميزانية سنوية تقدر بخمسين مليون دولار أميركي ويعمل لديها فريق مكون من أكثر من خمسمائة خبير حول العالم.
تعليقات