#جريدة_الآن هند الشومر: ثلاثة أحرف مهلكة للبشرية
زاوية الكتابكتب هند الشومر مايو 21, 2019, 10:54 م 632 مشاهدات 0
الأنباء
ثلاثة حروف باهظة التكلفة، إنها الحروف الثلاثة التي تتكون منها كلمة حرب، والتي تتردد بوتيرة سريعة هذه الأيام سواء على محمل الجد أو على محمل التلويح واستعراض القوة وكسب مواقف تفاوضية أقوى.
وبالرغم من أن الحروب الذكية أصبحت دقيقة التصويب محددة الأهداف، إلا أن المدنيين العزل هم دائما الضحايا سواء لقرارات الساسة الذين يقررون الحرب أو لقرارات تتعلق بظروف الحرب وتداعياتها على الحياة اليومية للمدنيين وقد توقف أو تعرقل التنمية وتستنزف الموارد والثروات وفقا لمقتضيات الحرب، وتكاليف الحماية والإعمار قد تذهب عادة إلى من يعرفون بتجار الحروب والوسطاء والسماسرة.
وعندما نسمع كلمة «حرب» فإن الأبدان تقشعر من هولها وما يترتب عليها من دمار ثم إعادة ترتيب الأمور لإعطاء الأولويات لمتطلبات الدفاع والإجراءات الاحترازية والطوارئ.
لذلك وفي هذه الأيام المباركة من شهر رمضان ندعو الله عز وجل أن يصرف عنا شبح الحرب وأن يخرج المنطقة من هذا النفق وأن يعود الساسة إلى رشدهم بالتفاوض وليس بالحرب لأن اتخاذ قرار الحرب ليس سهلا وإن كان سهلا فإن إيقافها سيكلف الجميع الكثير وتداعياتها لا يمكن التنبؤ بها، وقد خلقنا الله سبحانه وتعالى شعوبا وقبائل وقال «لتعارفوا» وليس «لتتقاتلوا».
إذ يبدو أن الساسة الذين يلوحون بالحرب من آن لآخر ويستعرضون القوة أمام خصومهم في حاجة شديدة للعودة للحكمة والصواب وإلى مائدة التفاوض والحوار البعيد عن الدمار وإراقة دماء الأبرياء وهدم الإنجازات.
ولعل من يفكرون في اتخاذ قرار الحرب لابد من مراجعة أنفسهم جيدا وإلقاء نظرة على تداعيات الحروب على البشرية في كل الدول وكل العصور إذ أن الحروب لم تحل مشكلات العالم ولكنها زادتها تعقيدا، وقد أدى درس الحرب العالمية الثانية إلى ميلاد منظمة الأمم المتحدة حتى تكون المنصة المناسبة لتسوية الخلافات والنزاعات بتدخل المجتمع الدولي.
اللهم أبعد عن منطقتنا الحروب وأدم علينا الأمن والسلام في ظل قيادتنا الحكيمة.
تعليقات