#جريدة_الآن د. تركي العازمي: الحرب الحقيقية التي نريد الانتصار فيها!!
زاوية الكتابكتب د.تركي العازمي مايو 20, 2019, 11:35 م 835 مشاهدات 0
الراي
نحن بشر وسنظل بشراً بطبيعتنا وتركيبتنا الثقافية.
يكثر الحديث عن الأوضاع الراهنة والتصعيد الحاصل، وبعضهم يتنبأ بحرب وآخرون يرون أنها «سهود ومهود» ويقصد مطلقوها مفهوم الحرب النفسية!
لن أتحدث عن الحروب والتداعيات وأسبابها، فلها رجال أعلم بها ولا أحبذ شخصياً الولوج إليها لأنني ببساطة مهتم بالجوانب الإنسانية من قضايا ثقافية وتنموية واجتماعية... هي بالنسبة لي الحرب الحقيقية.
عندما تحدثت عن الليبرالية الجديدة قبل أعوام وأشرت إليها مراراً وتكراراً، وكان واضحاً فيها خط ملتقى الثلاثاء التنموي الثقافي الاجتماعي، الذي تبنى رسالة تعنى في جوانب من شأنها وقف زحف مخطط الليبرالية الجديدة، التي تهدف إلى تدني مستوى التعليم٬ خلق أثرياء جدد والترويج للسفاهة وتحرير المرأة، بشكل يخالف منظومة القيم الإسلامية.
لذلك٬ وجب علينا البحث في الحرب الحقيقية التي نعاني منها، نحن مكونات وفئات المجتمع الكويتي... وهي لا تتجاوز في أساسها «جهاد النفس» حيث إن النفس أمارة بالسوء.
يحاولون إدخالك في صراع فئوي٬ قبلي لشحن النفس البشرية وننزوي على أثر محركاتها في جانب بعيد عن الحقيقة المراد الوصول إليها.
من يحرك «الرويبضة» ومن يدعم الترويج للسفاهة ولماذا ننساق خلفهم وخلف طرحهم؟
لهذا السبب طالبت أحبتنا من وطني أن يكون التركيز على بناء الفرد الكويتي، والنهوض بالبلد ونبذ الفرقة بين فئات المجتمع ومكوناته.
عندما يجتمع الأخيار تحت مجاميع مختلفة، مشاربها ملتقية أهدافها، فنحن حينئذ نكون قد وصلنا إلى نقطة البداية.
كنت أتمنى من جموع «المتحلطمين» أن يتوقفوا عند حد معين، ويوجهوا سؤالاً واحداً: ماذا تريدون؟ وكيف تصلون إلى ما تريدون؟ ومن هو المؤهل لقيادة الجموع.
إنها رؤية اجتماعية، في الأساس تنموية الأهداف، تهتم بالتعليم والأخلاق وتبحث في جميع القضايا التي تؤرق كاهل المواطن الكويتي، وتخرج بورقة عمل تخص كل قضية ترفع لأصحاب القرار.
لماذا نسمح لرموز الفساد بالاستمرار في بث سمومهم؟
لماذا لا تلتقي المجاميع؟
أعتقد أن كل مجموعة ترى أنها هي المصلحة وأن العمل يبدأ منها لا من غيرها، وهذه الحالة المعنوية تسببت في تشتت الأفكار وضياع الجهود المتناثرة هنا وهناك.
الزبدة:
الحرب الحقيقية... هي حرب نفسية ووجب علينا وضع منهجية علمية تحارب عواملها، من خلال وضع أهداف محددة تعنى بجهاد النفس الأمارة بالسوء.
قد تختلف معي كشخص، لكنك لو بحثت في ما أملك من أفكار لربما أنك تتفق معي، لكن يبقى عامل الـ«أنا وبس» هو معول الهدم الذي نعاني منه.
فهل يأتي اليوم الذي تلتقي فيه المجاميع لبحث هموم الشارع الكويتي، من منظور فني صرف لا علاقة له بالسياسة وأدواتها؟
وهل نستطيع فهم وسائل الإقناع التي من خلالها نقرب الرؤى بين المجاميع والكتل تحت راية هدفها الوحدة الوطنية وحب الوطن ورفعة شأنه ؟
لنبحث عن الأسباب أولاً... لنفهم الأخطاء ثانياً... ولنتفق على ما ذا نريد وكيف نصل إلى ما نريد ومن يستطيع تنفيذ ما نصبو إليه؟
كل ما نريد هو فرد من هذه المجموعة٬ وآخر من تلك الكتلة والفئة ممن يبحث عن رسم مبادرة إصلاحية على مسطرة أخلاقية تهتم بالقضايا التنموية٬ الثقافية والاجتماعية بغض النظر عن انتماءات أولئك الأفراد... هذه الحرب الحقيقية التي نريد الانتصار فيها... الله المستعان.
تعليقات