#جريدة_الآن جمعية العون المباشر تستذكر مؤسسها الراحل عبدالرحمن السميط في ذكرى إشهارها
عربي و دوليالآن - كونا مايو 16, 2019, 2:04 م 755 مشاهدات 0
عندما يذكر اسم جمعية العون المباشر التي يصادف غدا الجمعة ذكرى إشهار اسمها الجديد فلا بد أن يحضر اسم مؤسسها فقيد الكويت الراحل الدكتور عبدالرحمن السميط إحدى العلامات الناصعة في العمل الخيري والانساني المتميز.
وكانت انطلاقة الراحل السميط في العمل المؤسسي الخيري والإنساني من الكويت حيث أنشأ لجنة مسلمي ملاوي بالتعاون مع عدد من الشباب بعد زيارته لذلك البلد الإفريقي عام 1981 وتألمه لحال المسلمين الفقراء هناك.
ثم تطور ذلك العمل المؤسسي فأنشأ الراحل لجنة مسلمي إفريقيا في الكويت ثم غير اسمها بتاريخ 17 مايو 1999 ليصبح جمعية العون المباشر.
وتفرغ رحمه الله للعمل في هذه الجمعية تاركا مهنة الطب ليركز على إحداث تغيير في حياة الفقراء في 31 دولة في إفريقيا وحرص أيضا على تطوير العمل الخيري في الكويت ليكون في مصاف المنظمات الإنسانية العالمية من حيث الجودة والاحتراف في العمل فعمل منذ إنشاء الجمعية على تحويل العمل إلى نظام مؤسسي يعمل وفق خطط استراتيجية وبنظم إدارية متطورة.
وأصبحت جمعية العون المباشر خلال حياة الراحل أكبر منظمة انسانية في إفريقيا حيث يدرس في منشآتها التعليمية أكثر من نصف مليون طالب وتمتلك أكثر من أربع جامعات وعددا كبيرا من الإذاعات والمطبوعات وقامت بحفر وتأسيس أكثر من 8600 بئر وإعداد وتدريب أكثر من 4000 داعية ومعلم وكفالة آلاف الأيتام.
وكان من أهم استراتيجيات الجمعية تنمية الموارد البشرية عبر مجالات عدة فاستطاعت عبر مشاريعها المتنوعة لاسيما في الصحة والتعليم والزراعة والبنى التحتية والاعمال اليدوية تغيير حياة أكثر من 15 مليون إنسان.
وعلى الرغم من وفاة السميط في منتصف أغسطس عام 2013 فإن عمل الجمعية مازال مستمرا بنشاط كبير لأنه ترك عملا مؤسسيا يسير وفق منهجية واضحة في مجال العمل الخيري والإنساني ليبقى عطاء الجمعية متواصلا للأجيال الحالية والمستقبلية.
لقد عاش الراحل الذي نال عددا من الجوائز العالمية حياة بسيطة وعانى معاناة شديدة في عمله الخيري لكنه كان يشعر بسعادة غامرة حينما يعرف أن مرضا معديا اختفى من قرية ما بسبب التطعيمات التي جلبها أو الأدوية التي سعى إلى تامينها أو عندما كان احد الأيتام الذين يكفلهم ينجح بامتياز ويصبح ذا شأن في بلده.
واقترن اسم الراحل السميط بريادة الأعمال الخيرية والإنسانية التي عمت أرجاء قارة إفريقيا ومساهماته الكبيرة في الصحة والتعليم ومكافحة الفقر والجوع وتوفير المستلزمات الضرورية لملايين الأشخاص في القارة السمراء.
وعلى مدار عدة عقود اشتهر الفقيد الراحل بأعماله التي لا تميز بين إنسان وآخر بسبب الدين أو العرق أو الجنس وإنجازاته التي خلدت ذكراه في نفوس الملايين من الأفارقة الذين كانت له بصمات واضحة في حياتهم ومجتمعاتهم ومازالت مستمرة حتى الآن لتشمل أجيال الحاضر والمستقبل.
والسميط الذي ولد في عام 1947 ودرس الطب ثم تخصص في طب المناطق الحارة نشأ محبا لمساعدة الآخرين وحمل هم الأمة الإسلامية وكأنها عائلته.. كان إنسانا عاديا اختار حياة غير عادية متمثلة في أن يعيش من أجل إسعاد الآخرين والحد من معاناتهم.
وكان رحمه الله يقول "السعادة الحقيقية ليست في جمع الأموال وبناء القصور وشراء الملابس والسيارات بل في إدخال السرور والسعادة في قلوب الآخرين".
وتميز الراحل بإنسانيته المفرطة إذ جعل نصب عينيه أن ينفق حياته في خدمة الآخرين وكشف كرب المحتاجين فانطلق في العمل الخيري والإنساني في إفريقيا بعد أن أكمل دراسة الدكتوراه وبدأ بعلاج المرضى ورعاية الأيتام وبناء المراكز والمدارس للفقراء.
تعليقات