#جريدة_الآن وائل الحساوي: نتنياهو هو صاحب القرار في قضية إيران!

زاوية الكتاب

كتب وائل الحساوي 799 مشاهدات 0


الراي

وصلتني رسالة بالبريد الإلكتروني - تعلّق على موقف الولايات المتحدة من إيران - تقول إن بوش الأب هدد إيران ثم أعطاهم أفغانستان، وبوش الابن هدد إيران فأعطاهم العراق، وأوباما هدد إيران ثم سلمهم سورية واليمن، فماذا سيفعل ترامب بعد تهديد إيران اليوم وماذا سيقدم لهم؟!

في تصوري أن المسألة تختلف كثيراً، لأن القرار في عهد ترامب بيد «النتنياهو» وموقف ذلك المجرم واضح في معاداة إيران والسعي لتدميرها، لأنها تشكل تهديداً واضحاً لاسرائيل - كما يتصور نتنياهو!

من حقك ان تسألني: ولكن هل هذا التصور صحيح؟ فأقول إن إيران قد أثبتت في كثير من المواقف أنها لا تريد التصادم مع الغرب، ولكنها تريد من خلال علاقاتها مع الدول الغربية أن تحقق أطماعها في المنطقة، وتحلم بإقامة امبراطوريتها الفارسية، ولذلك فقد بنت ترسانة من السلاح المتطور وهاجمت جيرانها بذلك السلاح في كثير من المناسبات، وإيران لن تتردد بأن تمضي قدماً في تحقيق أحلامها إذا ما وجدت الفرصة سانحة لها، وهي تنفق معظم ميزانيتها على التسلح، وعلى سياسة تصدير الثورة، وتمد ذراعيها إلى أقصى بقاع العالم على حساب شعبها المقهور والفقير.

لكن إيران تدرك أن إسرائيل - التي تضع أمنها قبل أي شيء آخر - لن تتردد في أن تستخدم كل ما تملك من قوة لردع أي دولة أو كيان قد يشكل لها تهديداً!

لقد أوصل ترامب لإيران رسائل واضحة، عندما اعتبر الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني كيانات إرهابية وعندما ألغى الاتفاق النووي مع إيران وحاصرها نفطياً وهدد بمعاقبة كل دولة تتجرأ على استيراد النفط من ايران مما يشكّل لإيران اختناقاً كبيراً، وقد راهن المحللون السياسيون أن ذلك البرميل المشتعل قد ينفجر في أي لحظة إذا ما حصل هنالك حسابات خاطئة، لكن إيران - كعادتها - تتلاعب بالألفاظ وتهدد وتتوعد بالرد القوي والحاسم إذا ما حاول أحد منعها من تصدير نفطها، وقد تجرأت خلال اليومين الماضيين على مهاجمة بعض سفن دولة الإمارات والسعودية، كما هاجمت مواقع نفطية سعودية بطائرات الدرون، ونسبت ذلك الهجوم الى جماعة الحوثي الإرهابية في اليمن!

إيران أضعف مما تدعيه!

إن إيران أضعف من أن تتحدى ذلك الثور الهائج، وهو الولايات المتحدة الأميركية، وتعلم نتيجة أي صدام معه، ولكن سياسة الكبر والغرور التي سارت على نهجها ثورتها البائسة منذ قيامها عام 1979 يمنعها من التفكير المتزن، ونحن لا نتمنى لخليجنا ان يشتعل من جديد ونحرص على استتباب الامن والسلام فيه، لكننا لا نضمن ان يتخذ النتنياهو قراره بإشعال الخليج ووضع إيران في موضعها الصحيح فيه، ونعلم أننا أول المتضررين من أي حرب تقوم في تلك المنطقة، لكن قد يكون الكي هو آخر العلاج، لكي تنهض منطقتنا من جديد وتعيش حياتها وطموحاتها كما تريد بعيداً عن تلك الفتنة التي عشناها أربعة عقود!


تعليقات

اكتب تعليقك